قال الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن سؤال الأبناء لآبائهم وأمهاتهم: “هل أنتم راضون عني؟” أمر حسن في ظاهره، لكن رضا الوالدين لا يتحقق بمجرد كلمة أو إجابة، بل بما يقدمه الابن من برٍّ ورعاية حقيقية لوالديه.
وأضاف في لقائه مع الإعلامي مهند السادات ببرنامج “فتاوى الناس” المذاع على قناة الناس، أن الوالد أو الوالدة قد يجيبان دائمًا بالرضا بدافع الرحمة، حتى لو كان الابن مقصرًا، لذلك على الإنسان أن ينظر في نفسه: هل أدى حق والديه كما ينبغي أم لا؟
شكاوى مؤلمة من بعض الآباء
أوضح الشيخ أن هناك آباءً وأمهات أفنوا أعمارهم في تربية أبنائهم وخدمة أحفادهم، ثم يجدون أنفسهم في الكبر بلا رعاية ولا سؤال من أولادهم، حتى أن بعضهم لا يجد أنيسًا سوى النافذة التي يطل منها على الشارع، في انتظار كلمة طيبة أو اتصال يخفف وحدته.
معنى رضا الوالدين الحقيقي
وأكد أن رضا الوالدين ليس دعاءً يُنتظر أو كلمة تُسمع، وإنما ثمرة برٍّ وصلة وإحسان دائم، مضيفًا: “لا ينبغي للابن أن يفرح فقط بقول والده: أنا راضٍ عنك، بل عليه أن يسأل نفسه: هل أنا فعلاً قدمت ما يجعلني أستحق هذا الرضا؟”
وختم بقوله: “رضا الله في رضا الوالدين، والرضا لا يُنال باللسان فقط، وإنما بالفعل والعمل والحرص على إسعادهم والقيام بحقوقهم ما داموا أحياءً.”