تحتضن محافظة الدقهلية العديد من الآثار الإسلامية التي تحمل طابعًا معماريًا مميزًا، ويعد مسجد الصالح أيوب بمدينة المنصورة واحدًا من أبرز هذه الكنوز التاريخية، إذ يُعد الأثر الوحيد الباقي من العهد الأيوبي.
يقع المسجد في شارع العباسي بالمنصورة، وقد تأسس عام 616 هـ (1219 م تقريبًا)، في عهد السلطان الصالح نجم الدين أيوب، آخر حكام الدولة الأيوبية في مصر، والذي أشرف بنفسه على عملية البناء.
تحفة معمارية عمرها أكثر من 830 عامًا
يتميز المسجد بتصميم معماري فريد من نوعه، حيث تتزين نوافذه بالجبس والزجاج الملوّن.
تشمل جدرانه وأركانه روائع الصناعة اليدوية من الأرابيسك، إضافة إلى الرخام الأبيض النادر.
مأذنته تحمل الطراز المملوكي، في انعكاس لمراحل تطور العمارة الإسلامية.
تقسيم داخلي مميز
يتكون المسجد من طابقين:
الطابق الأول يضم أماكن الوضوء وساحة كبيرة للصلاة.
الطابق الثاني مخصص للمصلين رجالًا ونساء، ويصل إليه الزوار عبر سلم خشبي ضخم.
يضم المسجد منبرًا فنيًا فريدًا يعكس عبق التاريخ وروعة الحرف اليدوية القديمة.
الملك الصالح نجم الدين أيوب
هو ابن الملك الكامل محمد بن العادل، وُلد في القاهرة عام 1205 م.
تولى حكم مصر من 1240 حتى وفاته في المنصورة عام 1249 م.
يعتبره المؤرخون من أفضل سلاطين الدولة الأيوبية، ويُنسب إليه تأسيس المماليك البحرية الذين شكلوا لاحقًا نواة دولة قوية في مصر.