في إنجاز طبي جديد يحمل آفاقًا واعدة لتحسين الصحة العامة، كشفت دراسة حديثة أجرتها جامعة كيس ويسترن ريزيرف الأمريكية عن فوائد إضافية للقاح القوباء المنطقية، تتجاوز دوره المعروف في الوقاية من الطفح الجلدي المؤلم الناتج عن فيروس الحماق النطاقي، حيث أظهرت النتائج أن اللقاح قد يسهم في خفض مخاطر الإصابة بالخرف وأمراض القلب بين كبار السن.
ووفقًا للنتائج التي عُرضت خلال مؤتمر IDWeek 2025 في مركز مؤتمرات جورجيا بمدينة أتلانتا، تبين أن الأشخاص الذين تلقوا لقاح القوباء المنطقية كانوا أقل عرضة للإصابة بالخرف الوعائي بنسبة تصل إلى 50% مقارنة بغير المطعمين، كما تراجع لديهم خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية بنسبة 25%، وانخفضت نسبة الوفيات العامة بينهم بنحو 21%، ما يشير إلى تأثير وقائي واسع للقاح يتجاوز الحماية من العدوى الفيروسية فقط.
وأوضح الدكتور علي دهقاني، أستاذ الطب الباطني في جامعة كيس ويسترن وأحد الباحثين الرئيسيين في الدراسة، أن هذه النتائج تؤكد أن اللقاح يمتلك قدرات صحية متعددة، مشيرًا إلى أن التطعيم المنتظم ضد القوباء المنطقية قد يسهم في تقليل المخاطر الصحية الخطيرة لدى كبار السن، خصوصًا أولئك المعرضين لأمراض القلب أو السكتة الدماغية.
واعتمد الباحثون في دراستهم على تحليل السجلات الطبية لأكثر من 174 ألف شخص تجاوزت أعمارهم 50 عامًا، حيث تمت متابعتهم لمدة تراوحت بين ثلاثة أشهر وسبع سنوات، مما أتاح رصد تأثير اللقاح على المدى الطويل بشكل دقيق.
وأشار الخبراء إلى أن هذه النتائج تتماشى مع دراسات سابقة أظهرت أن التطعيم ضد القوباء المنطقية يقلل من معدلات الالتهاب المزمن في الجسم، وهو ما قد يفسر العلاقة بين اللقاح وانخفاض احتمالات الإصابة بالأمراض العصبية والقلبية التي ترتبط بالالتهابات المستمرة.
ومن جانبه، علّق الدكتور آرون جلات، أستاذ الأمراض المعدية في مستشفى ماونت سيناي ساوث ناسو بنيويورك، بأن هذه النتائج تفتح الباب أمام فهم أعمق لدور اللقاحات في تحسين وظائف الجسم بشكل عام، مؤكدًا أن الدراسة تمثل خطوة مهمة، لكنها تحتاج إلى مزيد من الأبحاث لتأكيد العلاقة السببية المباشرة بين التطعيم وتراجع مخاطر الأمراض المزمنة.
وتوصي مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) حاليًا بإعطاء جرعتين من لقاح القوباء المنطقية للبالغين فوق سن الخمسين، وللأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 19 عامًا ممن يعانون من ضعف في جهاز المناعة، بهدف الوقاية من العدوى ومضاعفاتها الخطيرة التي قد تؤثر على جودة الحياة.













