كشفت دراسة حديثة أن تطبيقات تتبع السعرات الحرارية والتمارين الرياضية الشائعة قد تُلحق ضررًا بالصحة النفسية أكثر مما تقدم من فائدة، إذ أظهرت النتائج أن العديد من المستخدمين يشعرون بالإحباط والعار بدلًا من التحفيز للوصول إلى أهدافهم الصحية،
حللت الدراسة أكثر من 58 ألف منشور على موقع X تناولت خمس تطبيقات لياقة بدنية معروفة، واستخدم الباحثون تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحديد المشاعر السلبية والتجارب الصعبة المرتبطة باستخدام هذه التطبيقات،
وقالت الدكتورة بولينا بوندارونيك، المؤلفة الرئيسية للدراسة، إن عددًا كبيرًا من المستخدمين عبّروا عن إحساسهم باللوم والضغط النفسي عند الفشل في تحقيق الأهداف المحددة داخل التطبيق، موضحة أن ذلك قد يؤثر سلبًا في الدوافع الشخصية والصحة العقلية على المدى الطويل،
وأوضحت الدراسة أن بعض التطبيقات تضع أهدافًا غير واقعية أو حتى خطيرة، مثل توصية المستخدم بتناول 700 سعر حراري فقط يوميًا للوصول إلى الوزن المستهدف، وهو سلوك غير صحي وقد يؤدي إلى اضطرابات غذائية خطيرة،
كما لاحظ الباحثون أن إشعارات تسجيل السعرات غالبًا ما تثير مشاعر القلق والشعور بالذنب لدى المستخدمين، مما يدفع بعضهم لتجنب تناول أطعمة معينة أو التوقف عن تتبع نشاطهم الصحي تمامًا،
وأشار مستخدمون آخرون إلى مشكلات فنية متكررة مثل توقف التطبيقات عن العمل أو فشل مزامنة البيانات، مما زاد من إحباطهم وأفقدهم الحافز للاستمرار في ممارسة الرياضة،
وأكدت الدراسة ضرورة أن تتبنى تطبيقات الصحة واللياقة في المستقبل تصميمات تراعي الجانب النفسي للمستخدم، وأن تركز على الرفاهية والدافع الذاتي بدلاً من الأرقام الصارمة مثل الوزن والسعرات،
واختتم الباحثون بأن مراقبة النشاط البدني وتخطيط النظام الغذائي أدوات فعّالة لتحسين السلوك الصحي، لكن الإفراط في استخدامها دون توازن قد يؤدي إلى نتائج عكسية، مشددين على أن الهدف الأساسي من تطبيقات اللياقة يجب أن يكون تعزيز الصحة والسعادة وليس إثارة القلق أو الشعور بالفشل،













