تجربة سياحية جديدة تعيد بريق أهرامات الجيزة
شهدت منطقة أهرامات الجيزة واحدة من أكبر عمليات التطوير في تاريخها الحديث، مع اقتراب موعد الافتتاح الرسمي للمتحف المصري الكبير، حيث سلطت صحيفة جلوب أند ميل الكندية الضوء على المشروع الضخم الذي تجاوزت تكلفته 30 مليون دولار أمريكي، مؤكدة أنه يمثل تحولا جذريا في تجربة الزوار مقارنة بالماضي.
وأشارت الصحيفة إلى أن الزائرين كانوا في السابق يواجهون فوضى وإزعاجا في محيط الأهرامات، بينما أصبحت التجربة اليوم أكثر تنظيما وراحة، إذ اختفى المدخل القديم وحل مكانه مدخل أنيق مصنوع من الحجر الجيري المحلي بلون يتناسق مع لون الأهرامات، كما تم منع دخول السيارات إلى المنطقة، وتنقل الحافلات الكهربائية المكيفة السياح بين سبعة نقاط مخصصة بالقرب من الأهرامات وأبو الهول.
تجهيزات متكاملة ومرافق حديثة لخدمة الزوار
أوضحت الصحيفة الكندية أن التطوير شمل إنشاء محلات للهدايا ومطاعم صغيرة مصممة بنفس لون الحجر الجيري للحفاظ على الهوية الجمالية للموقع، إلى جانب مركز طبي مجهز لخدمة الزوار الذين قد يتعرضون للإرهاق أو أشعة الشمس، مشيرة إلى أن هذه الخطوات ساهمت في جعل الزيارة أكثر راحة وسلاسة من أي وقت مضى.
وأضافت جلوب أند ميل أن أبرز ما يميز المشروع هو الربط المباشر بين هضبة الجيزة والمتحف المصري الكبير الجديد عبر ممر علوي بطول 1.3 كيلومتر مخصص للمشاة وحافلات النقل الكهربائية، مما أنهى معاناة الزوار الذين كانوا يضطرون سابقا لاستخدام الطرق المزدحمة أو سيارات الأجرة للوصول بين الموقعين.
المتحف المصري الكبير أكبر صرح ثقافي في التاريخ الحديث
المتحف المصري الكبير يُعد واحدا من أضخم المشاريع الثقافية في العالم، إذ يمتد على مساحة 490 ألف متر مربع، ويضم أكثر من 100 ألف قطعة أثرية تمثل سبعة آلاف عام من الحضارة المصرية، ليصنف كأكبر متحف في العالم مخصص لحضارة واحدة، وأهم مشروع ثقافي في مصر منذ ستينيات القرن الماضي.
ومن المقرر أن يُقام الافتتاح الرسمي للمتحف في الأول من نوفمبر المقبل، بعد سنوات من الفتح الجزئي، ليصبح المتحف مركز جذب رئيسيا للسياحة الثقافية في مصر والعالم، خاصة مع عرض مجموعة توت عنخ آمون الكاملة لأول مرة في موقع واحد.
انتعاش السياحة المصرية بفضل التطوير الجديد
أكدت الصحيفة أن التطوير الشامل لهضبة الجيزة والمتحف المصري الكبير يمثلان نقطة تحول في قطاع السياحة المصري، حيث تحولت تجربة زيارة مصر القديمة من عناء إلى متعة في بيئة متكاملة ومريحة، مشيرة إلى أن هذه الخطوة تأتي ضمن خطة الحكومة المصرية لزيادة أعداد السياح وتحسين مستوى الخدمات السياحية.
ووفقا لبيانات حكومية حديثة، فقد استقبلت مصر نحو 8.7 مليون سائح خلال النصف الأول من عام 2025، بزيادة تقارب 25% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، ما يعكس نجاح جهود الدولة في تعزيز مكانة مصر كوجهة سياحية عالمية.













