وقعت تايلاند وكمبوديا اليوم الأحد إعلانًا مشتركًا بشأن اتفاق سلام يمثل خطوة رسمية نحو وقف الأعمال العدائية وإعادة الاستقرار إلى المناطق الحدودية المتنازع عليها بين البلدين، وذلك على هامش القمة السابعة والأربعين لرابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) المنعقدة في العاصمة الماليزية كوالالمبور.
وجرى التوقيع على الاتفاق من قبل رئيس الوزراء التايلاندي أنوتين تشارنفيراكول ونظيره الكمبودي هون مانيت، ويهدف إلى تعزيز تفاهم وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في يوليو الماضي، مع تشكيل فريق مراقبة تابع لآسيان لضمان تنفيذ بنود الاتفاق ومنع تجدد الاشتباكات مستقبلاً.
خلفية النزاع
تشترك تايلاند وكمبوديا في حدود برية تمتد لـ817 كيلومترًا، رسم معظمها الفرنسيون خلال فترة الاستعمار، وشهدت على مدار العقود الماضية توترات واشتباكات متكررة. وتُعد منطقة معبد برياه فيهير، أحد مواقع التراث العالمي لليونسكو، بؤرة النزاع الأساسية، إذ اندلعت فيها اشتباكات عنيفة عام 2011 أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 20 شخصًا ونزوح الآلاف.
وفي مايو الماضي، تصاعدت التوترات مجددًا بعد مقتل جندي كمبودي خلال اشتباك حدودي، تلاه انفجار ألغام أرضية أصابت عدة جنود من الجانبين، وأدت إلى تبادل الطرد الدبلوماسي بين بانكوك وبنوم بنه. وتفاقم الوضع في يوليو حين تبادلت القوات إطلاق النار، ما أسفر عن مقتل 12 شخصًا بينهم مدنيون تايلانديون، واتهامات متبادلة بالعدوان.
أهمية الاتفاق الجديد
يُعد الاتفاق الموقع اليوم إنجازًا دبلوماسيًا لآسيان، ويعكس حرص المنظمة على منع النزاعات وتعزيز التعاون الإقليمي تماشيًا مع شعار رئاسة ماليزيا لعام 2025: «الاندماج والاستدامة».
كما يمثل خطوة نحو بناء الثقة وإعادة فتح قنوات التواصل العسكري والدبلوماسي بين البلدين، تمهيدًا لتسوية دائمة وشاملة للنزاع الحدودي الذي أرهق المنطقة لعقود.












