أكد مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية أن الاعتداء على كبير السن، قولًا أو فعلًا، لا يعد مخالفة أخلاقية فحسب، بل هو جريمة دينية وإنسانية، وخروج عن قيم الإسلام السمحة التي أمرت بتوقير الكبير واحترامه، موضحًا أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم جعل هذا التوقير علامة على كمال الإيمان وحسن الخلق، مستشهدًا بحديثه الشريف: “لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنَا وَيُوَقِّرْ كَبِيرَنَا”.
وأضاف المركز أن من مظاهر احترام الكبير الترفق به، وقضاء حوائجه، ومعاونته، والتحدث إليه بلطف وأدب، والابتعاد عن كل قول أو فعل يجرح مشاعره، إلى جانب تقديمه في المجالس والحديث، مشيرًا إلى أن الصحابة الكرام كانوا يحرصون على هذا الأدب العظيم، كما ورد في حديث سمرة بن جندب رضي الله عنه الذي قال: “فما يمنعني من القول إلا أن هنا رجالًا هم أسن مني”.
وأوضح المركز أن الكبير له مكانة رفيعة وحق في التبجيل والإكرام، فهو من غرس بذور الخير، وربّى وعلّم وسعى في خدمة أسرته ووطنه، لذلك فإن احترامه ليس مجرد سلوك فردي، بل قيمة مجتمعية تحفظ للمجتمع تماسكه واستقراره.
وأكد الأزهر أن تراجع قيمة احترام كبار السن يؤدي إلى خلل في النسيج الاجتماعي وتشويه للفطرة الإنسانية، ويظهر معه سلوكيات سلبية كالجفاء والغلظة والأنانية، داعيًا إلى إعادة ترسيخ هذه القيم الأصيلة في النفوس والأسرة والمجتمع، لما لها من أثر كبير في بناء التراحم الإنساني.













