في حلقة جديدة من بودكاست أرض النار، الذي يقدمه الكاتب الصحفي زكي القاضي، استضاف البرنامج الدكتور أحمد فؤاد أنور، أستاذ اللغة العبرية الحديثة بجامعة الإسكندرية وعضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، لمناقشة تطورات القضية الفلسطينية ومستقبل المشهد الإسرائيلي في ظل سياسات حكومة نتنياهو.
قال الدكتور أحمد فؤاد أنور إن هناك تيارات إسرائيلية تبحث عن من ينقذها من نتنياهو، الذي يعتبره كثير من الإسرائيليين سبب تدهور الأوضاع الداخلية، مضيفًا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي يقود بلاده نحو “جنازتها السياسية”، على حد وصفه، رغم أنه يمثل أقصى درجات اليمين المتطرف. وأشار إلى أنه في عهده ارتفع عدد الدول المعترفة بدولة فلسطين إلى 161 دولة، ما يعكس عزلة إسرائيل المتزايدة.
وأوضح أن كثيرًا من أفكار اليمين الإسرائيلي تقوم على مبدأ “الترانسفير”، أي الترحيل الجماعي للفلسطينيين من أراضيهم، وهو ما وصفه بأنه “احتلال سوبر لوكس” يهدف إلى السيطرة على الأرض دون السكان. وأضاف أن هذه السياسات القائمة على الترويع والمجازر لم تُخِف الفلسطينيين، بل زادت من تمسكهم بأرضهم، مشيدًا بصمود سكان شمال قطاع غزة وعودتهم إلى مناطقهم رغم الدمار الكبير.
ويرى الدكتور أنور أن بنيامين نتنياهو يسعى لفتح جبهات صراع جديدة للهروب من المحاكمة والبقاء في الحكم أطول فترة ممكنة، متوقعًا أن يهرب خلال الشهور المقبلة إلى الولايات المتحدة بذريعة تدهور حالته الصحية، مشيرًا إلى أن زوجته سارة نتنياهو بدأت بالفعل تمهيد هذا السيناريو وتشارك بفعالية في إدارة الحكم، حتى أنها تحضر الاجتماعات الرسمية وترتدي زيًا مشابهًا لزي جنرالات الجيش الإسرائيلي.
وأكد خبير الشؤون الإسرائيلية أن أوهام نتنياهو في غزة تبخرت، بعد فشل خطة تفريغ القطاع وتوقف مخطط التهجير، موضحًا أن الإدارة الأمريكية بدأت في تطبيق ما سماه “نظرية ضبط مخلب القط”، أي محاولة السيطرة على إسرائيل بعد أن أصبحت عبئًا على واشنطن. وشبّه العلاقة بين ترامب ونتنياهو بعلاقة “الولي بأحد أبنائه”، في إشارة إلى تبعية القرار الإسرائيلي للموقف الأمريكي.
وحول أفيخاي أدرعي، المتحدث باسم جيش الاحتلال، وصفه الدكتور أنور بأنه “شخص لزج ومفلس”، يعكس الوجه الحقيقي الضعيف لإسرائيل، مؤكدًا أنه لا يرى جدوى من الرد عليه لأن “السباب يرضيه ويغذّي تفاهته”.
وأضاف الدكتور أحمد فؤاد أنور أنه درس إسرائيل لأكثر من 33 عامًا، لكن حربها الأخيرة على غزة أعادت تشكيل خريطته المعرفية تجاهها، مؤكدًا أن الحرب كشفت ضعف الرواية الإسرائيلية ودمويتها، وأسهمت في إحياء مسار أوسلو وفتح الباب أمام مطالبات دولية بـ جبر وتعويض الشعب الفلسطيني.
وفي ختام حديثه، شدد على أن الرؤية المصرية هي الطريق الوحيد لاستقرار المنطقة، لأنها قدمت مبكرًا تصورًا شاملًا لإعادة الإعمار دون تهجير، مؤكدًا أن السلام الحقيقي لن يتحقق بالقوة العسكرية أو التنسيق الأمني أو التعاون الاقتصادي، بل عبر حل عادل ومنصف للقضية الفلسطينية يضمن حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة.













