أكد الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، أن مصر أصبحت مركزًا جاذبًا لتصنيع الهواتف المحمولة والإلكترونيات في الشرق الأوسط وإفريقيا، مشيرًا إلى أن افتتاح مصنع شركة OPPO العالمية بمدينة العاشر من رمضان يمثل محطة جديدة في مسيرة الدولة نحو توطين صناعة التكنولوجيا وتعميق المكوّن المحلي.
وأوضح الوزير، خلال افتتاح المصنع بحضور رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، أن المشروع يعكس الثقة الكبيرة التي تضعها الشركات العالمية في بيئة الاستثمار المصرية، قائلاً:
“اليوم نُضيف مصنعًا عالميًا جديدًا إلى خريطة التصنيع في مصر، باستثمارات تصل إلى 50 مليون دولار، وبطاقة إنتاجية تبلغ 5 ملايين وحدة سنويًا، كما يُوفر المصنع 2000 فرصة عمل مباشرة بنسبة مكوّن محلي تصل إلى 42%، مع خطة لزيادتها خلال الفترة المقبلة.”
وأضاف الدكتور طلعت أن افتتاح مصنع OPPO يأتي ضمن استراتيجية الدولة لتحويل مصر إلى مركز صناعي إقليمي لتكنولوجيا الاتصالات والإلكترونيات، موضحًا أن الوزارة نجحت حتى الآن في جذب 15 علامة تجارية عالمية لتصنيع الهواتف المحمولة محليًا، باستثمارات إجمالية تُقدّر بنحو 200 مليون دولار، وبطاقة إنتاجية تصل إلى 20 مليون وحدة سنويًا.

وأشار الوزير إلى أن الوزارة تعمل بالتنسيق مع مختلف الجهات الحكومية لتقديم التسهيلات والحوافز الاستثمارية اللازمة لجذب الشركات العالمية إلى السوق المصري، من خلال تيسير الإجراءات الجمركية وتوفير مناطق صناعية مجهزة بالبنية التحتية الرقمية، بجانب دعم سلاسل الإمداد والتوريد المحلية المرتبطة بتصنيع المكونات الإلكترونية.
وأوضح أن المصنع الجديد يمثل نقلة نوعية في صناعة الإلكترونيات بمصر، ليس فقط لتلبية احتياجات السوق المحلي، بل أيضًا للتصدير إلى الأسواق الإقليمية في إفريقيا والشرق الأوسط، قائلاً:
“نستهدف أن تصبح مصر قاعدة صناعية متكاملة تُصدر الأجهزة الذكية إلى الأسواق المجاورة، مستفيدة من موقعها الجغرافي واتفاقياتها التجارية الواسعة.”
وأكد الوزير أن الحكومة تولي اهتمامًا متزايدًا لزيادة القيمة المضافة المحلية في قطاع تصنيع الإلكترونيات، من خلال تشجيع الشركات على إقامة خطوط إنتاج للمكونات الأساسية مثل لوحات الدوائر، والبطاريات، والشاشات، بالتعاون مع القطاع الخاص، بما يعزز تنافسية المنتج المصري في الأسواق العالمية.
وأشار الدكتور طلعت إلى أن قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات هو الأسرع نموًا بين قطاعات الدولة خلال السنوات الأخيرة، بمعدلات تجاوزت 16% سنويًا، مدفوعًا بسياسات الدولة الداعمة للتحول الرقمي وجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة.
ولفت إلى أن الوزارة تعمل على توطين المعرفة التقنية من خلال برامج تدريب وتأهيل الكوادر الشبابية في مجالات التصنيع الذكي، والذكاء الاصطناعي، وإنترنت الأشياء، لإعداد جيل قادر على قيادة الصناعة التكنولوجية المستقبلية.
وختم الوزير تصريحاته قائلًا:
“نحن مستمرون في تقديم الدعم الكامل للشركات الراغبة في التصنيع داخل مصر، ومصنع OPPO ليس نهاية الطريق، بل بداية لمرحلة جديدة نحو جعل مصر مركزًا إقليميًا لإنتاج وتصدير الهواتف الذكية والإلكترونيات إلى العالم.”













