في قلب المتحف المصري الكبير، تتألق قاعة توت عنخ آمون كأحد أبرز المعالم المتحفية في العالم، حيث يلتقي التاريخ بالفن والتكنولوجيا الحديثة في عرض مهيب يضم أكثر من خمسة آلاف قطعة أثرية من مقتنيات الملك الذهبي، موزعة بعناية على قاعتين تمثلان رحلته من الحياة الدنيا إلى الخلود.
تجربة غامرة تحاكي لحظة اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون
كشف الدكتور مجدي شاكر، كبير الأثريين السابق بوزارة السياحة والآثار، أن الزائر يعيش في بداية جولته تجربة فريدة تحاكي لحظة اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون عام 1922، حيث تم تصميم نموذج تفاعلي باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي يعتمد على الصور والفيديوهات الأصلية لعملية الاكتشاف، مما يمنح الزائر إحساسًا واقعيًا يعيده إلى وادي الملوك لحظة فتح المقبرة على يد المستكشف هاوارد كارتر.
ويتابع الزائر بعد ذلك مراحل نقل وترميم المقتنيات التي استمرت قرنًا كاملًا حتى استقرت داخل المتحف المصري الكبير في صورتها النهائية المبهرة.
قاعة الدنيا تكشف الجانب الإنساني للملك الذهبي
في قاعة الدنيا، يسلط المتحف الضوء على الحياة اليومية للملك توت عنخ آمون، ليس كرمز أسطوري فحسب، بل كإنسان عاش حياة مترفة داخل قصره الذهبي، وتعرض القاعة مجموعة مميزة من مقتنياته، منها العجلات الحربية التي استخدمها في المواكب الملكية، وكرسي العرش المرصع بالأحجار الكريمة، ومروحة من ريش النعام ترمز للرخاء، إضافة إلى الفراش الملكي المصمم على هيئة أسد كرمز للقوة والحماية، فضلًا عن ملابسه وخناجره وأدوات طعامه التي حُفظت بعناية لأكثر من ثلاثة آلاف عام.
كل قطعة تُعرض بإضاءة مدروسة وصوت تفاعلي يسرد قصتها، ليشعر الزائر وكأنه يتجول داخل قصر ملكي ينبض بالحياة.
قاعة الآخرة تحكي رحلة توت عنخ آمون إلى الخلود
أما في قاعة الآخرة، فيبدأ فصل جديد من القصة، حيث تُعرض التوابيت الذهبية المتداخلة التي احتضنت جسد الملك، والمقاصير المزخرفة بالنقوش الدينية التي رافقته في رحلته إلى العالم الآخر، كما تضم القاعة الأواني الكانوبية التي حفظت أعضاؤه الداخلية وفق المعتقدات المصرية القديمة، إضافة إلى التماثيل الحامية التي كانت تحرس مقبرته وتحمل رموز الحماية الإلهية.
القاعة تقدم تجربة تفاعلية متكاملة، تمزج بين السرد التاريخي والتقنيات الحديثة، لتجعل الزائر يعيش الرحلة الكاملة من الحياة إلى الخلود في تجربة لا تُنسى.
متحف يربط الماضي بالحاضر ويجذب أنظار العالم
يُعد جناح توت عنخ آمون في المتحف المصري الكبير ملحمة حضارية متكاملة، تمزج بين عبق الماضي وابتكارات الحاضر، وتؤكد أن الملك الذهبي ما زال حاضرًا بيننا يروي قصة مصر التي لا تنتهي، من خلال عرض عالمي يعكس ريادة مصر في الحفاظ على تراثها وتقديمه للعالم بأحدث أساليب العرض المتحفي.













