أجرت المهندسة مرجريت صاروفيم، نائبة وزيرة التضامن الاجتماعي، زيارة ميدانية إلى محافظة بني سويف للمشاركة في احتفالية الإعلان عن 42 وحدة تضامن اجتماعي خالية من الأمية لمستفيدي برنامج “تكافل وكرامة”، وذلك في خطوة تمهد لإعلان المحافظة خالية من الأمية قريبًا.
استقبل الدكتور محمد هاني غنيم محافظ بني سويف، وبلال حبش نائب المحافظ، نائبة الوزيرة بديوان عام المحافظة، بحضور عدد من القيادات، من بينهم الدكتورة هبة جلالي مديرة مديرية التضامن الاجتماعي، واللواء رائد هيكل رئيس الهيئة العامة لتعليم الكبار، والدكتور وائل عبدالعزيز رئيس الإدارة المركزية للرعاية، ومحمد كمال رئيس الإدارة المركزية لشئون المديريات، وقيادات مبادرة “لا أمية مع تكافل”.
أكد اللقاء أهمية التعاون بين الجهات الحكومية لتفعيل مشروعات الحماية الاجتماعية والتمكين الاقتصادي، واستعرض مبادرة “لا أمية مع تكافل” كإحدى الركائز الأساسية لمواجهة الأمية، باعتبارها من أبرز تحديات التنمية، مع التركيز على رفع الوعي المجتمعي واستثمار الموارد المتاحة لتحقيق التنمية المستدامة في محافظة بني سويف.
وخلال الاحتفالية، أوضحت المهندسة مرجريت صاروفيم أن الدولة المصرية تمضي بخطى ثابتة لتحقيق الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة، والمتعلق بتوفير تعليم جيد ومنصف وشامل للجميع، مؤكدة أن وزارة التضامن الاجتماعي تعمل بالشراكة مع الهيئة العامة لتعليم الكبار على تنفيذ مبادرة “لا أمية مع تكافل” لبناء الإنسان المصري وتعزيز الوعي الوطني، من خلال استهداف مستفيدي برنامج “تكافل وكرامة” وأسرهم.
وأضافت أن الوزارة لا تكتفي بمحو أمية القراءة والكتابة فقط، بل تعتمد منهجًا تعليميًا متكاملًا يجمع بين التعليم والتوعية، لدعم القضايا المجتمعية المهمة، كما شملت المبادرة منهجًا خاصًا بعنوان “حياة كريمة” مخصصًا للأشخاص ذوي الإعاقة، لتعزيز دمجهم في المجتمع.
وأعلنت نائبة الوزيرة أن عدد المستفيدين الناجحين في فصول محو الأمية بالمبادرة بلغ 508,461 شخصًا حتى يوليو 2025، بنسبة 85% من النساء، مما يعكس نجاحًا واضحًا في تمكين المرأة، كما انخفضت نسبة الأمية بين مستفيدي تكافل وكرامة إلى 19% فقط.
وفي إطار بناء القدرات، تم تدريب 26 مدربًا معتمدًا من اليونسكو، إلى جانب تطوير حقيبة تعليمية متكاملة بعنوان “حياة كريمة”، موجهة للأشخاص ذوي الإعاقات السمعية والبصرية. وأسفرت المبادرة عن توفير أكثر من 15 ألف فرصة عمل مباشرة لميسرات التعليم، وتدريب 3,250 ميسرًا من مستفيدي “تكافل وكرامة”، و81 منسقًا بجميع المحافظات.
وفي كلمتها، أكدت صاروفيم أن ما تحقق في بني سويف يمثل نموذجًا يحتذى به، ودافعًا قويًا أمام باقي المحافظات للسير على نفس النهج، مشيدة بجهود جميع الشركاء في إنجاح المبادرة.
من جانبه، أوضح بلال حبش، نائب محافظ بني سويف، أن المحافظة حققت تراجعًا في نسبة الأمية من 44% عام 2020 إلى 13% عام 2025، مؤكدًا أن الهدف هو الوصول إلى محافظة خالية من الأمية بالكامل خلال الفترة القادمة.
كما أكد اللواء رائد هيكل، رئيس الهيئة العامة لتعليم الكبار، أن هذا النجاح يجسد نموذجًا فعّالًا للشراكة بين مؤسسات الدولة والمجتمع المدني، مشيرًا إلى أن مبادرة “لا أمية مع تكافل” أصبحت من التجارب الرائدة في محو الأمية وبناء الإنسان المصري.
تضمن الحفل تكريم المتحررين من الأمية والعاملين في مديرية التضامن وفرع الهيئة العامة لتعليم الكبار ببني سويف، كما شهدت صاروفيم اجتماع المجلس التنفيذي لمحو الأمية بالمحافظة، وورشة عمل لميسرات المبادرة بجمعية الشابات المسلمات، لمتابعة النتائج والتحديات.
وشملت الجولة الميدانية افتتاح حضانة السلام بقرية الدوية التابعة لجمعية تنمية المجتمع المحلي، والتي تستوعب نحو 80 طفلًا من عمر عامين حتى 4 أعوام، حيث أشادت صاروفيم بجودة الخدمات التعليمية المقدمة ضمن برنامج تنمية الطفولة المبكرة.
كما تفقدت مركز الإغاثة ببني سويف بعد تطويره بتكلفة 5 ملايين جنيه، واختتمت زيارتها بالمشاركة في احتفالية يوم المسن بالتعاون مع مؤسسة مصر الخير، مؤكدة أن الوزارة تضع رعاية كبار السن ضمن أولوياتها تنفيذًا للمادة 83 من الدستور، من خلال برامج الرعاية والدعم الاجتماعي المستمر.













