أكد الدكتور محمد صادق إسماعيل، مدير المركز العربي للدراسات السياسية، أن مصر كانت صاحبة الدور الأكثر تأثيرًا في إدارة مسار الأزمة في قطاع غزة منذ اندلاعها في 7 أكتوبر 2023، مشيرًا إلى أن القاهرة نجحت في نوفمبر من العام نفسه في وقف الحرب لمدة أسبوع وإدخال مساعدات إنسانية عاجلة إلى القطاع، بعد ممارسة ضغوط سياسية ودبلوماسية مكثفة على الأطراف كافة، بما في ذلك إسرائيل وحركة حماس.
وقال إسماعيل، خلال مداخلة مع الإعلامية عزة مصطفى في برنامج الساعة 6 المذاع عبر قناة الحياة، إن مصر واصلت جهودها الإنسانية والسياسية خلال عام 2024، ونجحت في يناير 2025 في التوصل إلى هدنة استمرت نحو ثلاثة أسابيع، تم خلالها تبادل الأسرى والمختطفين، وإدخال مساعدات إضافية إلى غزة، قبل أن تقوم إسرائيل بعرقلة المبادرة في فبراير من العام ذاته عبر استئناف العمليات العسكرية.
وأوضح الخبير السياسي أن القاهرة رغم التعنت الإسرائيلي، لم تتوقف عن التحرك الدبلوماسي النشط، سواء من خلال المسار التفاوضي في القاهرة والدوحة أو التنسيق المستمر مع الولايات المتحدة، مشيرًا إلى أن مصر التزمت منذ اليوم الأول بثلاثة ثوابت رئيسية كما أعلنها الرئيس عبد الفتاح السيسي، وهي: رفض التهجير القسري، وضمان دخول المساعدات، والعمل على تحقيق وقف شامل لإطلاق النار.
واختتم إسماعيل حديثه بالتأكيد على أن قمة شرم الشيخ الأخيرة جاءت تتويجًا لمسار طويل من العمل السياسي والإنساني، مشيرًا إلى أن ما تحقق في القمة لم يكن ليحدث لولا الجهود المصرية المتواصلة منذ بداية الأزمة، والتي جعلت من مصر قلب الحدث وصاحبة المبادرة في المشهدين الإقليمي والدولي.