في مدينة دابتو جنوب سيدني، أضاءت قصة إنسانية مؤثرة الأمل أمام عائلات مرضى الخرف، حيث أظهرت سيدة مسنة تُدعى فيكتوريا جارسيا تحسنًا مفاجئًا في حالتها بعد سنوات من الصمت، نتيجة فقدانها القدرة على التواصل بسبب إصابتها بالخرف غير اللفظي، إذ استجابت بشكل غير متوقع عند التحدث معها بلغتها الأم، الإسبانية.
فيكتوريا، التي رافقها زوجها أنطونيو وابنتها سيسيليا في رحلة العلاج لسنوات، كانت تعاني من صعوبة في التعبير عن مشاعرها، إذ لم تكن قادرة إلا على إصدار أصوات غامضة، بعد أن فقدت قدرتها على استخدام اللغة الإنجليزية. لكن نقطة التحول جاءت حين دخلت عاملة دعم تُدعى ميكايلا، تتحدث الإسبانية بطلاقة، على خط الرعاية، ضمن خدمات منظمة Hireup المتخصصة في دعم كبار السن وذوي الإعاقة.
تقول سيسيليا، ابنة فيكتوريا، إن والدتها بدأت تظهر تحسنًا ملحوظًا فور سماعها اللغة الإسبانية، موضحة، مجرد أن سمعت أمي لغتها الأم، بدا وكأن شيئًا استيقظ بداخلها، استجابت بهدوء وراحة، كأن جزءًا من شخصيتها عاد من جديد.
أما أنطونيو، زوج فيكتوريا، فقد عبّر عن شعوره بالامتنان قائلًا، أصبح بإمكاني رؤية زوجتي كما عرفتها، أشعر بالطمأنينة لأنها تتلقى رعاية بلغة تفهمها، تجعلها تشعر بالأمان والانتماء.
وتبرز هذه القصة أهمية إدراج اللغة الأم في برامج رعاية مرضى الخرف، خاصةً أن الإحصاءات الحكومية في أستراليا تؤكد أن قرابة 25% من المصابين بالخرف ينتمون إلى خلفيات ثقافية ولغوية مختلفة، ما يجعلهم عرضة لفقدان القدرة على التواصل بلغة ثانية مثل الإنجليزية مع تقدم المرض.
دانييلا هليس، خبيرة في الدعم متعدد الثقافات منذ أكثر من 25 عامًا، أكدت أن العزلة التي يعاني منها المرضى نتيجة الحواجز اللغوية مؤلمة للغاية، مضيفة، لا يمكننا تقديم رعاية إنسانية حقيقية إذا تجاهلنا اللغة والثقافة، يجب أن تكون هذه العناصر جزءًا أساسيًا من خطط رعاية مرضى الخرف.
وأشارت دراسة حديثة أجرتها مؤسسة Hireup إلى أن واحدًا من كل خمسة أستراليين كبار في السن يعتبر التحدث بلغته الأم عاملاً أساسيًا للحصول على رعاية فعالة داخل المنزل.