انتشرت خلال الأسابيع الأخيرة أخبار على مواقع التواصل الاجتماعي تفيد بترشيح الشاعر السوري أدونيس والروائي الليبي إبراهيم الكوني لجائزة نوبل للآداب 2025 ، مما أثار تفاعلاً واسعاً بين القراء والنقاد ، إلا أن التساؤل الحقيقي يبقى ، هل هما بالفعل مرشحان رسميان للجائزة أم أن ما يتم تداوله مجرد أمنيات؟
الحقيقة وراء الترشيحات
عند مراجعة التقارير الأجنبية والمصادر الغربية المعنية بجائزة نوبل ، لم يُذكر اسم إبراهيم الكوني ضمن أي قائمة أو توقعات رسمية ، كما لم يظهر في مواقع المراهنات الأدبية التي عادة ما ترصد أبرز الأسماء المحتملة ، ما يشير إلى أن تداول اسمه في الإعلام العربي يعتمد على التكريم الرمزي والتمني أكثر من كونه ترشيحاً حقيقياً.
أما بالنسبة لأدونيس ، فقد ورد اسمه بالفعل في بعض مكاتب المراهنات خلال مراحل مبكرة ، لكن بنسبة ضئيلة جداً ، ومع اقتراب موعد إعلان الجائزة تراجعت فرصه بشكل واضح ، خاصة مع بروز أسماء مثل شيويه ولازلو كراسناهوركاي ، اللذين تصدرا التوقعات النهائية ، ومع ذلك ظل اسم أدونيس حاضراً في أذهان المتابعين باعتباره رمزاً للأدب العربي الحديث.
هل يتكرر المشهد في 2026؟
من المرجح أن تتكرر الظاهرة ذاتها في العام القادم ، إذ ستعود الأصوات التي تروج لترشيح أدونيس والكوني بوصفهما الممثلين الوحيدين للعرب في نوبل ، رغم وجود كتاب عرب آخرين يحظون بانتشار عالمي أكبر ، مثل هشام مطر وعمر العقاد ، الذين استطاعوا تحقيق حضور نقدي قوي في الغرب بفضل أعمالهم المترجمة وتأثيرهم في المشهد الأدبي الدولي.
أسباب غياب الأدب العربي عن نوبل
تعمل لجنة نوبل وفق معايير معقدة تتجاوز القيمة الأدبية للنص إلى مدى تأثيره الثقافي والإنساني ، في السنوات الأخيرة برز توجه لدى اللجنة نحو الأعمال التي تحولت إلى أعمال بصرية أو درامية مثل الأفلام والمسرحيات ، وهو ما ساعد في فوز كتاب مثل لازلو كراسناهوركاي الذي تحولت أعماله إلى أفلام أوروبية شهيرة ، ويون فوسه الذي اشتهر بمسرحياته المنتشرة في أوروبا ، حتى الفائز العربي الوحيد نجيب محفوظ كانت رواياته قد تحولت إلى أعمال سينمائية قبل تتويجه بالجائزة.
اختلاف المفاهيم الأدبية
السبب الأعمق لابتعاد الأدب العربي عن نوبل يعود إلى اختلاف المفهوم الأدبي بين العالم العربي والغرب ، فالأدب الذي تفضله الجائزة يركز على الهشاشة الإنسانية ، الألم ، تفكك الذات ، نهاية العالم ، وهي موضوعات تنبع من التجربة الأوروبية الحديثة ، بينما يركز الأدب العربي في الغالب على الهوية والرمز والانتماء ، وهي موضوعات مهمة لكنها أقل جذباً للجنة نوبل التي تميل إلى السرد النفسي واللغوي العميق ، وإلى النصوص التي تكشف الذات الإنسانية بتفاصيلها الدقيقة.