كشفت دراسة حديثة أن تغييرات بسيطة في النظام الغذائي قد تساعد بشكل فعال في الوقاية من الخرف المبكر ، وهو أحد الأمراض العصبية التي تؤثر على الذاكرة والقدرات العقلية ، ويُتوقع أن يتضاعف عدد المصابين به في الولايات المتحدة وحدها بحلول عام 2050 ، مما يجعل الوقاية منه أولوية صحية ملحة.
النظام الغذائي وتأثيره على صحة الدماغ
بحسب ما نشرته صحيفة “ديلي ميل” البريطانية ، فإن الأبحاث التي نُشرت في مجلة The Lancet أظهرت أن عوامل كثيرة مرتبطة بالخرف يمكن تعديلها ، خاصة العادات الغذائية. فقد وجدت الدراسات أن الالتزام بنظام غذائي صحي إلى جانب ممارسة النشاط البدني يساعد في تحسين الأداء المعرفي والحد من تراجع الذاكرة مع التقدم في العمر.
البيض: مصدر أساسي للكولين الداعم للذاكرة
يعد البيض من أبرز الأطعمة المفيدة للدماغ ، إذ يحتوي على مادة الكولين التي تلعب دورًا مهمًا في إنتاج الناقل العصبي “أستيل كولين” المسؤول عن التعلم والذاكرة. وتشير الدراسات إلى أن تناول بيضة واحدة على الأقل أسبوعيًا قد يقلل من خطر الإصابة بالخرف بنسبة تصل إلى 47% ، خاصة لدى كبار السن.
التوت والفراولة: مضادات أكسدة طبيعية لحماية الدماغ
من بين الخيارات المفيدة أيضًا، يأتي التوت بأنواعه في مقدمة الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة ، والتي تساهم في حماية خلايا المخ من الالتهابات وتقليل تراكم لويحات “بيتا أميلويد” المرتبطة بمرض الزهايمر. وتُظهر الأبحاث أن تناول كوب واحد من التوت أو الفراولة يوميًا يُحسن الذاكرة ويساهم في تخفيف أعراض الاكتئاب لدى البالغين.
الشوكولاتة الداكنة: تقوية تدفق الدم وتحفيز القدرات العقلية
تحتوي الشوكولاتة الداكنة على مركبات “الفلافونويد” التي تعزز تدفق الدم إلى الدماغ ، وتقلل من الالتهابات المؤثرة على الوظائف الإدراكية. الاستهلاك المنتظم لهذه الشوكولاتة يساعد في دعم التركيز واليقظة العقلية ، خاصة مع التقدم في السن.
الحبوب الكاملة والمكسرات: عناصر غذائية تدعم الذاكرة على المدى الطويل
تشير الأبحاث إلى أن دمج الحبوب الكاملة والمكسرات ضمن النظام الغذائي اليومي يوفر للجسم أليافًا وأحماض أوميجا 3 الداعمة لصحة القلب والدماغ. هذه العناصر تساهم في تعزيز صحة الأوعية الدموية وتحسين التواصل بين خلايا المخ ، ما يساعد على إبطاء تدهور الذاكرة وتقليل احتمالية الإصابة بالخرف.
الوقاية تبدأ من المائدة
إدخال هذه الأطعمة في وجبة الإفطار اليومية قد يشكل خطوة بسيطة لكنها مؤثرة في حماية الدماغ من التدهور المرتبط بالعمر ، ويؤكد الباحثون أن تبني أسلوب حياة متوازن يشمل تغذية صحية وممارسة الرياضة هو المفتاح للوقاية من الخرف المبكر.