شهدت قرية كلح المفالسة شمال مركز إدفو بمحافظة أسوان، أجواء روحانية مميزة خلال الاحتفال بمولد الإمام العربي، أحد أقطاب العصبة الهاشمية الصوفية وصاحب الساحة الأكبر في المركز، حيث استقبلت الساحة آلاف الضيوف من مختلف محافظات مصر، إلى جانب حضور بارز من بعض الدول الإسلامية، خاصة طلاب ماليزيا الدارسين بالأزهر الشريف.
أبرز مظاهر الاحتفال تمثلت في موكب الجمل المزين بالصندوق الأخضر، والذي جاب شوارع القرية وسط مشاركة الأهالي رجالاً وسيدات وأطفالاً، حيث وزّعوا الحلوى وأطلقوا الزغاريد في أجواء من البهجة والروحانية.
الطفل يوسف عزام، أحد أبناء القرية، عبّر عن سعادته قائلاً: “بحضر المولد كل سنة أنا وأصدقائي نلعب ونأكل الحلوى ونشارك الكبار في خدمة ضيوف المولد”.
أوضح محمود عبيد جاد الكريم، من أبناء العصبة الهاشمية، أن المولد يُقام سنويًا احتفاءً بالإمامين محمد أبو الفتوح العربي الهاشمي الإدريسي وأحمد أبو الحسن عبد الرحمن، مشيرًا إلى أن الإمام العربي وُلد بمكة وجاء إلى صعيد مصر، متنقلاً بين ساحات آل البيت حتى استقر في هذا المكان وأسس صرحه عام 1976.
تتواصل فعاليات المولد لمدة أسبوع كامل، حيث تُخصص أيام للمداحين والقراء والعلماء، وتُلقى قصائد في التوحيد ومدح الرسول ﷺ يصل عددها إلى نحو 18 ألف قصيدة، بينما يخرج “المحمل” يوم الثلاثاء على جمل ليجوب القرية بمشاركة آلاف المحبين.
أكد محمود عبيد أن أبرز ما يميز المولد هو إكرام الضيف، وهي وصية الإمام العربي، حيث تُقام موائد كبرى للزائرين، ويستمر هذا الإكرام في شهر رمضان أيضًا عبر موائد الإفطار للصائمين.
أشار الطالب الماليزي محمد إلى أن حضور أبناء بلاده للساحة بدأ منذ عام 1992، بقيادة الدكتور إسماعيل محمود، ومنذ ذلك الحين يحرص الطلاب الماليزيون على المشاركة سنويًا في المولد تعبيرًا عن حبهم لآل البيت.
قال محمود بهيج من قنا: “نأتي كل عام للاحتفال بآل البيت، نعمل على خدمة الضيوف وتوفير أماكن المبيت، وتذبح الذبائح وتقام الولائم والمشروبات للجميع، في أجواء إيمانية مميزة”.
تتميز ساحة الإمام العربي بموقعها الفريد على ضفاف النيل، وبمسجدها المبني على الطراز الإسلامي القديم، ما يمنح المولد بُعدًا جماليًا وروحانيًا يجمع بين التاريخ والروحانية في مكان واحد.