أجاب الشيخ محمد كمال، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، على سؤال حول معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: «اللهم متعني بسمعي وبصري واجعلهم الوارث مني»، موضحًا أن هذا الدعاء من أدعية النبي التي تُظهر مدى حرصه على دوام النعم وشكره لله عليها.
وأوضح الشيخ محمد كمال، خلال حواره مع الإعلامية زينب سعد الدين في برنامج “فتاوى الناس” المذاع على قناة الناس، أن المقصود من الدعاء هو أن يطلب الإنسان من الله أن يديم عليه نعمة السمع والبصر والقوة ما دام حيًّا، وألا يُصاب بضعف أو عجز فيها، وأن تبقى معه حتى وفاته.
وأضاف أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكثر من الدعاء بالنعم التي تُعين العبد على الطاعة، مثل السمع والبصر والقوة، لأنها الوسائل التي تمكن الإنسان من أداء الصلاة وقراءة القرآن والذكر والدعاء.
وبيّن أن قول النبي «واجعلهم الوارث مني» يعني أن تبقى هذه النعم مع الإنسان حتى آخر عمره، قائلاً: «كأن النبي يطلب من ربه أن تبقى هذه الأعضاء سالمة قوية حتى ينتقل إلى الله وهو في أتم صحة وتمام النعم».
وأشار الشيخ إلى أن المصريين ترجموا هذا المعنى في القول الشعبي: «يا رب روح سالم غانم»، أي أن يخرج الإنسان من الدنيا سليم الأعضاء غير منقوص النعم، مؤكدًا أن هذا الدعاء من أسرار النبوة التي تذكّر الإنسان بشكر الله على عطاياه.
وختم أمين الفتوى بأن هذا الدعاء يذكّر المسلم بأهمية المحافظة على النعم بالدعاء والعمل الصالح، لأن دوامها مرتبط بشكر الله، داعيًا إلى جعله من الأدعية اليومية لما فيه من خيرٍ عظيم ودوامٍ للنعم.