حظي رئيس الوزراء الكندي مارك كارني بإشادة واسعة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال لقائهما في البيت الأبيض، الثلاثاء، على الرغم من عدم تحقيق أي تقدم في الأزمة التجارية بين كندا والولايات المتحدة.
وقال ترامب خلال الاجتماع في المكتب البيضاوي:
“لقد قطعنا شوطًا طويلاً خلال الأشهر القليلة الماضية فيما يتعلق بهذه العلاقة التجارية”،
مضيفًا أنه يعتبر كارني “قائدًا عالميًا ومفاوضًا صارمًا”، مشيرًا إلى أن كندا ستكون سعيدة للغاية بعد المباحثات الثنائية حول التجارة والرسوم الجمركية.
🇺🇸 إشادة متبادلة رغم الخلافات
وخلال اللقاء، أشاد كارني بجهود ترامب في تحقيق السلام العالمي، وخاصة في الشرق الأوسط، ليرد ترامب قائلاً:
“نكن حبًا كبيرًا لبعضنا البعض، ولكن لدينا صراع طبيعي”.
ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة بوليتيكو الأمريكية، فإن الاستقبال الحار الذي حظي به كارني في البيت الأبيض مثّل انتصارًا دبلوماسيًا لرئيس الوزراء الكندي، الذي كان يخاطر بشعبيته داخليًا في حال فشلت المفاوضات في رفع الرسوم الجمركية العقابية التي فرضتها واشنطن.
مفاوضات تجارية معقدة بين كندا وأمريكا
وأوضحت الصحيفة أن اللقاء بين ترامب وكارني جاء بعد أشهر من الاتصالات المكثفة بين الطرفين، مشيرة إلى أن فوز كارني في انتخابات أبريل الماضي جاء بفضل تعهده بإصلاح الاقتصاد الكندي المتضرر من الرسوم الجمركية الأمريكية.
ومنذ ذلك الحين، تبادل الزعيمان المكالمات والرسائل النصية بانتظام، مما أعطى مؤشرات على احتمال انفراج التوترات التجارية عبر الحدود.
لكن ترامب أعاد مؤخرًا تصريحاته الساخرة عن كندا بوصفها “الولاية الحادية والخمسين”، ما أثار موجة من الانتقادات في الأوساط الكندية.
الرسوم الجمركية والاتفاقيات التجارية
رغم محاولات كارني لتهدئة الموقف مع واشنطن، عبر إلغاء بعض الرسوم المضادة على المنتجات الأمريكية، إلا أنه لم ينجح بعد في التوصل إلى اتفاق تجاري جديد مع ترامب.
وقال الرئيس الأمريكي إنه منفتح على مراجعة اتفاقية الولايات المتحدة والمكسيك وكندا (USMCA)، ملمحًا إلى احتمال عقد اتفاق ثنائي مع كندا، في خطوة قد تأتي على حساب المكسيك.
ويواجه كارني ضغوطًا محلية متزايدة لخفض الرسوم الجمركية الأمريكية المفروضة بنسبة 50% على واردات الصلب والألومنيوم، إلى جانب رسوم إضافية على السيارات والخشب والنحاس.
في المقابل، لا تزال الرسوم الكندية الانتقامية البالغة 25% على الصلب والألومنيوم الأمريكي سارية حتى الآن.
مواقف داخلية ودولية متباينة
من جهته، قال رئيس وزراء مقاطعة أونتاريو، دوج فورد، إنه إذا فشل كارني في التوصل إلى اتفاق قريبًا مع ترامب، فعلى الحكومة الكندية إعادة فرض رسوم جمركية انتقامية جديدة لحماية الصناعات المحلية.
وفي سياق متصل، تزامن اللقاء بين الزعيمين مع الذكرى الثانية للحرب على غزة، وهي الحرب التي أعلن ترامب أنه يسعى لإنهائها بخطة سلام من 20 بندًا تهدف إلى بدء مفاوضات مباشرة بين حماس وإسرائيل.
وأشارت بوليتيكو إلى أن كندا تعارض جزئيًا خطة ترامب للسلام في الشرق الأوسط، إذ تعترف كندا رسميًا بـ قيام دولة فلسطين، وهو موقف يشاركها فيه بريطانيا وفرنسا وأستراليا ومعظم حلفاء واشنطن الرئيسيين.
ورغم أن موقف كارني أغضب ترامب، إلا أن الأخير لم يسمح لخلافاته السياسية بالتأثير على المحادثات التجارية، خصوصًا بعدما أشاد كارني بجهود ترامب في تحقيق الاستقرار الإقليمي.