شهدت مدينة أبوتيج بمحافظة أسيوط حدثًا استثنائيًا مع وصول موكب البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية في جولة رعوية تاريخية شملت زيارة كنيسة أبو مقار الأثرية، حيث عكست المشاهد المصاحبة للموكب قوة الدولة المصرية وكفاءة أجهزتها الأمنية في إدارة الأحداث الكبرى.
الاستعدادات الأمنية ظهرت منذ اللحظة الأولى لوصول الموكب، حيث انتشرت القوات على طول الطريق الزراعي المؤدي للمدينة، وتمركزت وحدات الأمن عند المداخل الرئيسية، مدعومة بأكثر من 300 فرد أمن ودراجات نارية وسيارات مجهزة، كما نُصبت حواجز متحركة وثابتة لتنظيم حركة المرور ومراقبة دخول وخروج الأهالي والمركبات، مع متابعة دقيقة عبر كاميرات حديثة لضمان انسيابية الحركة وسلامة الموكب.
صقور الأمن تحمي الموكب
لم يكن هذا المستوى من التأمين وليد الصدفة، بل جاء نتيجة تخطيط محكم وإشراف مباشر من اللواء وائل نصار مساعد أول وزير الداخلية ومدير أمن أسيوط، الذي تابع مراحل التأمين منذ الصباح وحتى وصول قداسة البابا إلى الكنيسة، مؤكدًا قدرته على إدارة حدث حساس وسط حشود جماهيرية غفيرة حرصت على استقبال البابا.
وشارك في خطة التأمين اللواء أحمد فاروق مساعد المدير لقطاع الجنوب، والعقيد أحمد حربي رئيس فرع البحث الجنائي للجنوب، والمقدم وائل نجاتي مأمور مركز شرطة أبوتيج، حيث عملوا بتناغم كامل أشبه بخلية نحل لضمان نجاح المهمة الأمنية.
دور المباحث الجنائية
برز الدور الاستباقي لرجال المباحث الجنائية بقيادة اللواء محمد عزت مدير المباحث الجنائية بمديرية أمن أسيوط، الذي ركز على قراءة المشهد الأمني واستباق التحديات المحتملة، حيث تم تأمين محيط كنيسة أبو مقار وإبعاد أي عناصر مشتبه بها عن مسار الموكب، مما عزز من مستويات السيطرة والجاهزية.
كما ساهم المقدم مصطفى عبد الناصر رئيس مباحث مركز شرطة أبوتيج بدور فعال في تنفيذ الخطة الأمنية على الأرض، ضمن منظومة متكاملة عززت من سلامة الموكب وسهولة الحركة.
التحديات والنجاح الشعبي
رغم التحديات المتعلقة بتدفق آلاف المواطنين على طول الطريق الضيق، نجحت القوات في تنظيم حركة المرور وإعادة توزيع العناصر الأمنية بشكل مرن، مما سمح بمرور الموكب بسهولة ودون أي حوادث، مع التزام الأهالي بتعليمات الأمن ومشاركتهم في مشهد وطني مهيب جمع المسلمين والمسيحيين على جنبات الطريق.
الرسالة الوطنية
المشهد النهائي عكس بوضوح قوة الأجهزة الأمنية المصرية، حيث تقدم الموكب وسط دراجات نارية وسيارات مجهزة بالكامل، فيما توافد المواطنون بحفاوة بالغة، ليؤكد الحدث على استقرار الأوضاع في صعيد مصر، ويبعث برسالة طمأنة قوية عن جاهزية الدولة لإدارة المناسبات الكبرى بكفاءة واحترافية عالية.