تزامنًا مع ذكرى وفاة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، تستعيد مدينة الإسكندرية ذكرياتها مع أحد أبرز أبناءها، الذي ولد في منطقة باكوس بشارع القنواتي، حيث عاش طفولته الأولى قبل أن ينتقل إلى القاهرة لاحقًا. ظلت الإسكندرية المدينة الأقرب إلى قلبه، لما تحمله من ذكريات الطفولة والبدايات، ولا يزال منزله هناك شاهدًا على تلك المرحلة، رغم مرور عقود طويلة على رحيله.
تفاصيل منزل الزعيم في الإسكندرية
يقع منزل جمال عبد الناصر في شارع القنواتي بمنطقة باكوس، وقد ظل مهجورًا لسنوات قبل أن تتدخل وزارة الثقافة وتعيد ترميمه وتحويله إلى مكتبة ومركز ثقافي يخدم الأطفال وأهالي المنطقة. يضم المنزل خمس غرف على مساحة 160 مترًا، فيما تبلغ المساحة الإجمالية للمبنى 380 مترًا تم استغلالها لإقامة مسرح مكشوف يسع نحو سبعين فردًا. أصبح المكان اليوم مركزًا للإبداع والتعليم، يحمل اسم الزعيم الذي غيّر مسار التاريخ المصري.
مكتبة توثق تاريخ مصر وكفاح شعبها
تحتوي مكتبة مركز جمال عبد الناصر الثقافي على أكثر من 1600 كتاب، تتناول تاريخ مصر عبر العصور المختلفة، بدءًا من الحضارة المصرية القديمة وحتى العصر الحديث، مرورًا بعصور الكفاح الوطني وصولًا إلى ثورتي 25 يناير و30 يونيو. كما تضم قاعة سمعية بصرية مزودة بأفلام ووثائق تسجيلية نادرة عن الحقبة الناصرية، متاحة للجمهور على أقراص DVD.
أنشطة تعليمية وثقافية للأطفال
أوضحت مي الشيخ، مديرة مركز جمال عبد الناصر الثقافي، أن المركز يفتح أبوابه يوميًا للأطفال من سن 8 سنوات، حيث يقدم مجموعة متنوعة من الورش مثل الرسم، والخط العربي، وجلسات التخاطب، والقراءة، والحكي. وتؤكد أن جميع الأنشطة مجانية ومتاحة للجميع، بهدف دعم الأطفال وتنمية مواهبهم الفنية والثقافية في بيئة آمنة ومشجعة على الإبداع.
من منزل عائلي إلى معلم ثقافي وتاريخي
يُذكر أن المنزل الأصلي لعائلة عبد الناصر كان قد بيع في البداية إلى أسرة الصاوي مقابل ثلاثة آلاف جنيه بعد أن أنهى جمال عبد الناصر تعليمه الابتدائي، وبقي في حوزتهم حتى عهد الرئيس الراحل أنور السادات، الذي وجّه بتحويله إلى متحف يوثق سيرة الزعيم ومقتنياته. اشترت محافظة الإسكندرية العقار من أصحابه بمبلغ 30 ألف جنيه لتخصيصه كمركز ثقافي ومتحف مفتوح للجمهور، ليظل شاهدًا على حقبة مهمة من تاريخ مصر الحديث.