أعلنت منظمة الصحة العالمية عن تصاعد خطير في حالات الكوليرا باليمن خلال عام 2025، مدفوعًا بتدهور الأوضاع الإنسانية واستمرار النزاع المسلح، حيث تم تسجيل 72,260 إصابة مؤكدة بالكوليرا والإسهال المائي الحاد بين 1 يناير و31 أغسطس 2025، من بينها 201 حالة وفاة، وفقًا لتقارير محلية موثوقة.
في أغسطس وحده، تم تسجيل 10,848 إصابة جديدة و34 حالة وفاة، ما يعكس تسارع انتشار المرض في مختلف المحافظات.
اليمن ثالثًا عالميًا في عدد الإصابات بالكوليرا
احتل اليمن المرتبة الثالثة عالميًا في عدد حالات الإصابة بالكوليرا خلال 2025، خلف أفغانستان التي سجلت 116,000 إصابة، وجنوب السودان التي وثّقت 74,494 إصابة، ما يشير إلى أن الأزمة في اليمن تتجاوز الطابع المحلي وتندرج ضمن أزمة صحية إقليمية متفاقمة.
ضعف البنية الصحية يفاقم الأزمة
يعاني القطاع الصحي في اليمن من نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية، وسط تراجع الدعم الدولي واستمرار القتال، حيث ذكرت منظمة الصحة العالمية أن أكثر من 50% من المنشآت الصحية في البلاد أصبحت خارج الخدمة.
تؤكد المنظمة أن العوامل الرئيسية لتفشي المرض تشمل سوء التغذية، وشح المياه النظيفة، والانهيار المستمر في أنظمة الصرف الصحي، ما يجعل احتواء الوباء أكثر صعوبة.
دول أخرى تواجه تفشيًا متزايدًا للكوليرا
الوضع ليس محصورًا في اليمن فقط، حيث يستمر المرض في الانتشار بدول أخرى، أبرزها السودان، الذي سجل أكثر من 2400 حالة وفاة بسبب الكوليرا في 17 ولاية خلال العام الماضي، بحسب بيانات منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف).
حملة تطعيم واسعة في السودان للحد من الكوليرا
استجابةً لتفشي المرض، أطلقت منظمة الصحة العالمية حملة تطعيم ضد الكوليرا في السودان، استهدفت 1.86 مليون شخص بعمر سنة فأكثر، باستخدام لقاحات فموية، وبدأت الحملة في 21 سبتمبر 2025 في محليات نيالا جنوب، نيالا شمال، وبليل بجنوب دارفور، ثم توسعت في اليوم التالي لتشمل محليتي أبو جابرة والضعين، مع التخطيط لتوسيع الحملة إلى محلية طويلة بشمال دارفور قبل نهاية الشهر.
تأتي هذه الحملة ضمن جهود وقائية عاجلة لاحتواء انتشار الكوليرا والحد من عدد الإصابات والوفيات.