كشفت دراسة جديدة أن البيئة المحيطة بالفرد تلعب دورًا مؤثرًا في تعزيز الرغبة في التدخين ، مما قد يُعقّد جهود الإقلاع ، حيث تبدأ محفزات التدخين في الظهور فور مغادرة المنزل ، وفقًا لما نشرته صحيفة نيويورك بوست.
ووفقًا للجمعية الأمريكية للسرطان ، يُعد التدخين السبب الأول للوفيات القابلة للوقاية في الولايات المتحدة ، حيث يتسبب في وفاة شخص من كل خمسة سنويًا ، ويرتبط بشكل وثيق بأمراض خطيرة مثل سرطان الرئة ، أمراض القلب ، السكتات الدماغية ، السكري ، ومرض الانسداد الرئوي المزمن.
التعرض لمحلات بيع التبغ يزيد من الرغبة في التدخين
أجرى باحثون دراسة شملت 273 مدخنًا منتظمًا على مدى 14 يومًا ، باستخدام تطبيقات الهواتف الذكية لتتبع تحركات المشاركين وقياس مدى تعرضهم لمتاجر بيع التبغ. وأظهرت النتائج أن التواجد المتكرر بالقرب من هذه المحلات يرفع مستويات الرغبة في التدخين ، ويزيد احتمالية الشراء الاندفاعي للسجائر.
وأوضحت الدكتورة تيجال ديساي ، أخصائية علاج الإدمان في مستشفى جامعة نورثويل ستاتن آيلاند ، أن هذا التأثير يعود إلى “الاستجابة البافلوفية” ، حيث تؤدي رؤية منتجات التبغ أو الإعلانات المرتبطة بها إلى تحفيز مناطق معينة في الدماغ ترتبط بالإدمان ، مما يجعل التدخين سلوكًا متكررًا من الصعب كسره.
كما أشارت إلى أن شركات التبغ تعتمد على هذا التأثير النفسي ، من خلال وضع الإعلانات في أماكن استراتيجية مثل نقاط الدفع داخل المتاجر لزيادة فرص الشراء غير المخطط له.
استراتيجيات فعالة لمواجهة الرغبة المفاجئة في التدخين
أوصت ديساي بزيادة الوعي بتأثير المحفزات البيئية ، معتبرة أن الخطوة الأولى نحو السيطرة على الرغبة في التدخين تبدأ بإدراك مصدر الإغراء ، وشجعت على تغيير الروتين اليومي ، وتجنّب الطرق التي تمر بمحلات بيع التبغ.
كما نصحت باستخدام استراتيجيات عملية مثل قاعدة الخمس دقائق ، التي تعتمد على تشتيت الانتباه مؤقتًا عبر المشي أو الانخراط في نشاط بديل حتى تمر لحظة الرغبة الشديدة دون انتكاس.
التدخين… خسائر صحية ومادية هائلة
رغم الجهود الكبيرة المبذولة للحد من التدخين ، لا تزال معدلات الاستهلاك مرتفعة ، حيث تشير تقديرات حديثة إلى أن سكان مدينة نيويورك وحدهم قد ينفقون أكثر من 226 ألف دولار على منتجات التبغ طوال حياتهم.
كما تُظهر البيانات أن حظر بيع السجائر للأجيال الجديدة قد يُنقذ أكثر من 1.2 مليون شخص حول العالم خلال السبعين عامًا القادمة ، ما يعكس الأثر الصحي والاقتصادي الضخم المرتبط بهذه العادة الضارة.