أعلنت شركة أسترازينيكا، إحدى كبرى شركات الأدوية في العالم، عن خطوة استراتيجية بإدراج أسهمها بشكل مباشر في بورصة نيويورك، ما أثار موجة من التكهّنات حول احتمال نقل إدراجها الرئيسي من لندن إلى الولايات المتحدة في المستقبل.
وتأتي هذه الخطوة في إطار خطة لتوسيع قاعدة المستثمرين العالميين، وتعزيز حضور الشركة التي تُقدّر قيمتها السوقية بنحو 170 مليار جنيه إسترليني.
هل تفقد لندن واحدة من أعمدتها الاقتصادية؟
رغم إعلان أسترازينيكا التزامها بالإبقاء على إدراجها الرئيسي في بورصة لندن، واحتفاظها بمقرها ودفع ضرائبها داخل المملكة المتحدة، إلا أن محللين يرون أن هذه الخطوة تُشكل ضربة جديدة لسوق المال البريطانية، وقد تُمهّد لتقليل دور لندن في خطط الشركة المستقبلية.
تُعد أسترازينيكا ثاني أكبر شركة في مؤشر فوتسي 100 بعد بنك HSBC، وقد سارعت بورصة لندن إلى التأكيد على أهمية استمرار إدراجها المحلي، في بيان أشادت فيه بدور الشركة كمكوّن رئيسي في السوق البريطانية.
تصاعد المخاوف مع التركيز على السوق الأمريكية
يرى خبراء السوق أن هذه الخطوة تعزز من توجه أسترازينيكا نحو السوق الأمريكية، التي تمثل أكثر من 40% من إيرادات الشركة.
واعتبروا أن الإدراج المباشر في نيويورك خطوة منطقية، مقارنة باستخدام إيصالات الإيداع الأمريكية (ADRs) سابقًا، لما توفره من سهولة في التداول ووصول مباشر للمستثمرين الأمريكيين.
يُذكر أن شركات بريطانية أخرى مثل فلاتر وأشتيد سلكت نفس المسار نحو الإدراج الأمريكي، في ظل عمق وسيولة أكبر في أسواق الولايات المتحدة.
توتر بين أسترازينيكا والحكومة البريطانية
تزايدت مؤشرات التوتر بين الشركة والحكومة البريطانية، خاصة بعد أن ألغت أسترازينيكا في وقت سابق هذا العام خطة توسعة بقيمة 450 مليون جنيه إسترليني، بسبب ضعف الدعم الحكومي.
كما أن الخلافات مع هيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS) بشأن تسعير الأدوية أضافت طبقة جديدة من الضغط، ما يدفع الشركة للبحث عن بيئات استثمارية أكثر استقرارًا، مثل السوق الأمريكية.مكاسب مالية وتكهنات مستقبلية
رغم تأكيدات الشركة بعدم وجود خطط حالية لنقل إدراجها الرئيسي خارج لندن، إلا أن التكهنات تتزايد بشأن مستقبلها في سوق المال البريطانية.
وبمجرد إعلان الشركة عن الإدراج الجديد، ارتفعت أسهمها بنسبة 0.9% لتصل إلى 11088 بنسًا، في مؤشر على ترحيب المستثمرين بالخطوة.