في تطور ثوري قد يُحدث تحولًا جذريًا في أساليب الكشف عن سرطان القولون والمستقيم ، يعمل باحثون من جامعة جنيف على تطوير اختبار مبتكر يعتمد على تحليل عينات البراز باستخدام الذكاء الاصطناعي ، للكشف المبكر عن هذا النوع من السرطان وربما أمراض أخرى.
سرطان القولون والمستقيم: خطر متزايد وتشخيص تقليدي مكلف
يُعد سرطان القولون والمستقيم ثاني أكثر أسباب الوفيات المرتبطة بالسرطان حول العالم ، ويُكتشف غالبًا في مراحل متأخرة بسبب الاعتماد على تنظير القولون كأداة تشخيص رئيسية ، وهو إجراء دقيق لكنه مكلف وتوغلي ، ما يسبب عبئًا نفسيًا وجسديًا على المريض.
الذكاء الاصطناعي: بديل دقيق وأقل تكلفة
يهدف المشروع الجديد إلى تجاوز هذه التحديات من خلال تحليل غير جراحي للبراز ، حيث يقوم الذكاء الاصطناعي بفحص الميكروبات المعوية ومقارنتها ببيانات سريرية لتحديد مؤشرات وجود السرطان.
ويقود المشروع الباحث ميركو ترايكوفسكي ، الذي أعلن عن نجاح الفريق في إنشاء أول كتالوج شامل للأنواع الفرعية من بكتيريا الأمعاء البشرية ، ما مهد الطريق لتصميم نموذج تنبؤي قادر على اكتشاف المرض بدقة تصل إلى 90% ، مقارنة بنسبة تقارب 95% لتنظير القولون التقليدي.
التجارب السريرية جارية ونتائج واعدة
تُجرى حاليًا تجارب سريرية في مستشفيات جامعة جنيف لاختبار دقة وفعالية هذه التقنية على نطاق واسع ، وسط توقعات متفائلة بأنها قد تغير مستقبل تشخيص سرطان القولون.
التقنية الجديدة توفر بديلاً أقل توغلاً وأرخص تكلفة ، مع إمكانية توسيع نطاق استخدامها لتشخيص أمراض أخرى مرتبطة بصحة الأمعاء والميكروبيوم ، مثل القولون العصبي وأمراض المناعة الذاتية.
خطوة نحو التشخيص المبكر والوقاية
يرى الأطباء أن هذا الإنجاز قد يمثل نقلة نوعية في طب الوقاية والكشف المبكر ، خاصة مع تصاعد أعداد الإصابات بين الفئات الأصغر سنًا في السنوات الأخيرة.
يأمل الباحثون أن يساهم هذا الابتكار في تقليل الاعتماد على الإجراءات الجراحية المكلفة والمؤلمة ، وتمكين المرضى من الخضوع لفحوصات دورية بسهولة ودقة.