أعلنت منظمة الصحة العالمية عن إطلاق حملة موسعة للتطعيم ضد الكوليرا في السودان، تستهدف تحصين نحو 1.86 مليون شخص من عمر سنة فما فوق، وذلك في ظل استمرار تفشي المرض في مناطق واسعة من إقليم دارفور.
تفاصيل حملة التطعيم في دارفور
بدأت الحملة رسميًا في 21 سبتمبر 2025 بمحليات نيالا جنوب، نيالا شمال، وبليل بولاية جنوب دارفور، وتواصلت في اليوم التالي لتشمل محليتي أبو جابرة والضعين بولاية شرق دارفور.
ومن المخطط تنفيذ الحملة في محلية طويلة بشمال دارفور قبل نهاية سبتمبر، ليصل إجمالي المستهدفين إلى أكثر من 1.8 مليون شخص في ست محليات متفرقة.
ارتفاع مقلق في الإصابات ونقص في الخدمات
تشهد ولايات دارفور ارتفاعًا متسارعًا في حالات الكوليرا، وسط تدهور مستمر في الوضع الإنساني، نتيجة الصراع والنقص الحاد في الخدمات الأساسية. وأكدت منظمة الصحة العالمية أن الوصول إلى الإمدادات الطبية، ومنها اللقاحات ومستلزمات الطوارئ، بات أكثر تعقيدًا، مما يزيد من خطر تفشي الأمراض المعدية وسوء التغذية.
دعم دولي وجهود ميدانية حثيثة
قال الدكتور شبل السحباني، ممثل منظمة الصحة العالمية في السودان:
“فرقنا في دارفور تعمل بلا كلل مع شركائنا في القطاع الصحي لتقديم الدعم الفني واللوجستي لضمان نجاح الحملة، وحماية السكان الأكثر عرضة للخطر”.
وأكد أن هدف المنظمة هو حماية سكان دارفور وجميع أنحاء السودان من الأمراض والمعاناة، مضيفًا أن هذا هو نهج المنظمة “الذي تلتزم به منذ عقود”.
وصول اللقاحات رغم التحديات
وصلت 1.86 مليون جرعة من لقاح الكوليرا الفموي إلى المناطق المستهدفة، بفضل جهود مشتركة بين منظمة الصحة العالمية، واليونيسف، ووزارة الصحة السودانية، عبر عمليات عبر الحدود وخطوط التماس. وتم تجاوز العديد من التحديات اللوجستية لضمان وصول اللقاحات إلى المحتاجين في الوقت المناسب.
أهمية التطعيم في مواجهة الكوليرا
تُعد الكوليرا من الأمراض المعدية سريعة الانتشار، خاصة في مناطق تعاني من ضعف البنية التحتية الصحية ونقص المياه النظيفة. وتأتي هذه الحملة كخطوة عاجلة للحد من انتشار المرض، وحماية أرواح آلاف الأشخاص في المناطق المتأثرة.