تواجه صناعة الأدوية في سنغافورة تحديًا جديدًا بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن خطط لفرض رسوم جمركية بنسبة 100% على الأدوية ذات العلامات التجارية المستوردة ، ما لم تبدأ الشركات المصنعة بإنشاء منشآت إنتاج داخل الولايات المتحدة ، وهو ما قد يعرّض صادرات سنغافورة البالغة 3.1 مليار دولار سنويًا للخطر.
سنغافورة تطلب إعفاءً وبريطانيا تعرض حلاً تجاريًا مرنًا
وفقًا لتقرير نشرته وكالة رويترز ، صرّح جان كيم يونج ، نائب رئيس الوزراء ووزير التجارة السنغافوري ، أن بلاده تسعى إلى استثناء من هذه الرسوم الجمركية الجديدة ، مشيرًا إلى أن قطاع الأدوية يُشكّل نحو 13% من صادرات سنغافورة إلى السوق الأميركية.
وأضاف أن عددًا من شركات الأدوية لديها بالفعل خطط لتوسيع استثماراتها داخل الولايات المتحدة ، وهو ما قد يساعدها على الاستفادة من إعفاءات محتملة من التعريفات المقترحة.
المحادثات التجارية تشمل قطاعات حيوية
أوضح جان أن المحادثات الجارية مع واشنطن لا تقتصر على قطاع الأدوية ، بل تشمل أيضًا مجالي أشباه الموصلات والإلكترونيات ، اللذين يشكلان مع قطاع الأدوية ما يقارب 40% من إجمالي الصادرات السنغافورية إلى الولايات المتحدة.
وأشار إلى أن هدف سنغافورة هو التوصل إلى اتفاق يضمن قدرتها التنافسية في السوق الأميركية ، خاصة في ظل ارتفاع متوسط الرسوم الجمركية على صادراتها من 6.8% في أبريل إلى 7.8% في يوليو الماضي.
بريطانيا تُحاول تهدئة الأزمة بعرض رفع أسعار الأدوية
وفي تطور متصل ، ذكرت صحيفة فاينانشال تايمز أن الحكومة البريطانية تدرس تقديم عرض يتضمن دفع أسعار أعلى لبعض الأدوية المخصصة لهيئة الخدمات الصحية الوطنية ، في محاولة لتهدئة انتقادات إدارة ترامب بشأن أسعار الأدوية.
ومن المتوقع أن يزور فارون تشاندرا ، المستشار الاقتصادي لرئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر ، العاصمة الأميركية الأسبوع المقبل لمناقشة الملف الدوائي ، وسط تحذيرات من أن الرسوم الجديدة قد تُفرض إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق قبل 29 سبتمبر.
ترامب يُصعّد ضغوطه على شركات الأدوية العالمية
لطالما انتقد ترامب التفاوت الكبير في أسعار الأدوية بين السوق الأميركية والأسواق العالمية ، مشيرًا إلى أن الأسعار في الولايات المتحدة غالبًا ما تكون أعلى بثلاثة أضعاف ، وطالب بخفض الأسعار داخليًا مقابل رفعها في الخارج لتعويض الفروقات.
الشركات البريطانية تملك وجودًا تصنيعيًا داخل أميركا
أكدت الحكومة البريطانية أنها تُجري حوارًا بناءً مع الجانب الأميركي والقطاع الدوائي ، موضحة أنها تسعى لتحقيق توازن بين حماية المرضى والميزانية العامة وبين جذب الاستثمارات الدوائية.
ويُذكر أن شركات مثل أسترازينيكا وجلاكسو سميث كلاين تمتلك بالفعل منشآت تصنيع داخل الولايات المتحدة ، وقد أعلنت عن خطط لزيادة هذه الاستثمارات استجابة للضغوط الأميركية المتصاعدة.