كشفت دراسة حديثة أجرتها جامعة ييل عن ارتفاع مقلق في معدلات الإعاقة الإدراكية بين الشباب الأميركيين ، ما يثير مخاوف من تزايد خطر الإصابة بالخرف في سن مبكرة ، ويشكل هذا الاتجاه تحديًا صحيًا قد يؤثر على إنتاجية الأفراد ويضغط على أنظمة الرعاية الصحية في المستقبل.
ارتفاع لافت في نسب التدهور الإدراكي بين البالغين من عمر 18 إلى 39 عامًا
وفقًا لما نقلته صحيفة ديلي ميل البريطانية ، شملت الدراسة أكثر من 4.5 مليون شخص بالغ في الولايات المتحدة ، وأظهرت أن نسبة الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و39 عامًا ويعانون من صعوبات في الذاكرة والتركيز قد تضاعفت من 5% إلى 10% خلال العقد الماضي ، كما ارتفعت النسبة العامة بين جميع البالغين من 5.3% إلى 7.4%.
التدهور الإدراكي بوابة مبكرة نحو الخرف
أوضح الباحثون أن الإعاقة الإدراكية الخفيفة قد تكون المرحلة الانتقالية بين التقدم الطبيعي في العمر والإصابة بالخرف ، حيث تشير الدراسات إلى أن نحو 80% من المصابين بمشكلات إدراكية طفيفة معرضون لتطور حالتهم إلى خرف خلال ست سنوات.
فجوة كبيرة بين الفئات الاجتماعية والعرقية
رصدت الدراسة فروقات واضحة في نسب الإصابة بحسب الخلفية الاجتماعية والاقتصادية ، إذ بلغت نسبة التدهور الإدراكي بين أصحاب الدخل المنخفض نحو 12.6% ، مقابل نسب أقل بكثير بين ذوي الدخل المرتفع ، كما ظهرت معدلات أعلى في بعض الأقليات العرقية مقارنةً بالمجموعات السكانية الأخرى.
كورونا طويل الأمد والأمراض المزمنة من أبرز العوامل المساهمة
يشير الباحثون إلى أن كوفيد طويل الأمد قد يكون عاملًا رئيسيًا في هذه الظاهرة ، إذ يعاني ملايين الأميركيين من أعراض مستمرة مثل ضباب الدماغ الذي يؤثر على القدرة على التفكير والتركيز ، كما تساهم الأمراض المزمنة مثل ارتفاع ضغط الدم ، السكري ، والسكتات الدماغية في زيادة خطر التدهور المعرفي.
الأزمة قد تمتد لعقود إذا لم تُتخذ إجراءات وقائية
أكد الدكتور آدم دي هافنون ، أستاذ الأعصاب بجامعة ييل والمشرف على الدراسة ، أن “مشكلات الذاكرة والتفكير لم تعد حكرًا على كبار السن ، بل أصبحت أكثر شيوعًا بين البالغين الأصغر سنًا” ، مضيفًا أن هذه النتائج تمثل تحديًا وطنيًا يتطلب تدخلًا عاجلًا لحماية الصحة العامة والاقتصاد في آن واحد.