بعد مرور أكثر من 100 عام على وعد بلفور الصادر عام 1917، والذي مهد الطريق لإقامة “الوطن القومي لليهود” في فلسطين، أعلنت بريطانيا خطوة وُصفت بالتاريخية، حيث أكد رئيس الوزراء كير ستارمر عبر منصة “إكس” اعتراف بلاده الرسمي بدولة فلسطين، لتنضم لندن إلى أكثر من 150 دولة سبقتها في هذا القرار.
وبين وعد بلفور الذي أطلق الشرارة الأولى قبل 109 أعوام، وإعلان الاعتراف بالدولة الفلسطينية عام 2025، يظل الدور البريطاني محورياً في مسار القضية الفلسطينية، إذ تتحمل لندن مسؤولية البداية، بينما تحاول اليوم الظهور كجزء من الحل لا أصل المشكلة، ليبقى السؤال قائماً: هل يكفي هذا الاعتراف المتأخر لتصحيح خطأ تاريخي امتد لأكثر من قرن؟
ستارمر شدد في بيانه على أن الاعتراف بدولة فلسطين يهدف إلى إحياء أمل السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، مؤكداً التزام حكومته بحل الدولتين، كما أعلن فرض عقوبات على شخصيات من حركة حماس، مشيراً إلى أنه “لا مكان للحركة في مستقبل الإدارة أو الأمن الفلسطيني”.
الخطوة البريطانية أثارت جدلاً واسعاً بسبب التناقض الواضح مع الماضي، فبريطانيا نفسها كانت صاحبة وعد بلفور حين أعلن وزير خارجيتها آرثر جيمس بلفور في 2 نوفمبر 1917 دعم حكومة لندن لإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين، في وقت كانت فيه البلاد تحت الحكم العثماني قبل أن تقع تحت الانتداب البريطاني عام 1920، وصولاً إلى إعلان قيام إسرائيل عام 1948 وما تبعه من نكبة وتشريد ملايين الفلسطينيين.
ويشير مراقبون إلى أن بريطانيا تحاول اليوم “غسل يديها” من الإرث الثقيل لوعد بلفور، في ظل المخاوف من ضم الضفة الغربية بالكامل أو تهجير الفلسطينيين من غزة إلى دول الجوار، وهي سيناريوهات تهدد أي فرصة مستقبلية لإقامة دولة فلسطينية مستقلة.