نظم مهرجان ميدفست مصر جلسة نقاش بعنوان “من النص إلى الشاشة: رحلة الفيلم من التمويل إلى التوزيع”، بمشاركة نخبة من صناع السينما بينهم صفي الدين محمود، مدير تطوير المشروعات بشركة ريد ستار، مريام دغيدي، مدير أول المبيعات والتوزيع في يونيفرسال ستوديوز بمصر والشام، المنتجة سوسن يوسف، والمنتج زياد سروجي. وأدارت النقاش الدكتورة ميرفت أبو عوف، عميدة كلية الفنون البصرية والفنون الإبداعية بجامعة إسليسكا.
افتتحت أبو عوف الحوار بالترحيب، مؤكدة أن المهرجان يمثل لها مساحة للتعلم والإلهام، قبل أن توجه سؤالها لصفي الدين محمود حول جدلية التوعية في السينما. فأوضح أن الفن ليس وسيلة مباشرة للتغيير، بل انعكاس لقصص الناس وهمومهم، مشيراً إلى أن قوة الفيلم تكمن في تأثيره الإنساني.
من جانبها، شددت أبو عوف على أن التأثير لا يعني بالضرورة الطرح التربوي، مستشهدة بفيلم سابق في المهرجان تناول معاناة أم مع طفلها من ذوي الاحتياجات الخاصة وترك أثرًا عميقًا.
أما مريام دغيدي، فأكدت أن الأفلام القصيرة ليست مجرد محطة للأفلام الطويلة، بل لها تحدياتها الخاصة في الكتابة والتوزيع، لافتة إلى أن المنصات الرقمية أسهمت في تعزيز حضورها.
زياد سروجي تناول البعد التجاري، موضحًا أن السينما صناعة خاضعة للعرض والطلب، وأن غياب المتخصصين في الجانب التجاري يمثل فجوة حقيقية، بينما شددت سوسن يوسف على أن الفيلم يفرض نفسه أينما عُرض، مستشهدة بنجاح فيلمها حنة ورد في الولايات المتحدة.
وتطرقت الجلسة كذلك إلى كواليس الإنتاج، إذ أشار صفي إلى صعوبة إنتاج الأفلام القصيرة بسبب غياب دورة رأس المال الواضحة، فيما أبرزت دغيدي التطور الكبير في السوق السعودي مع افتتاح عشرات دور السينما. أما سروجي فلفت إلى التحولات التكنولوجية التي جعلت المنصات والمسلسلات القصيرة واقعًا جديدًا.
في ختام النقاش، أوضحت سوسن يوسف أنها تركز على جودة الفكرة بعيدًا عن جنس المخرج، مؤكدة أن النجاح الفني والتجاري هو الفيصل.
يُذكر أن مهرجان ميدفست انطلق عام 2017 كمنصة سنوية تمزج بين الفن والصحة، عبر عروض الأفلام، النقاشات، وورش العمل، ساعيًا لإبراز دور السينما في التعبير عن التحديات الإنسانية وتعزيز الوعي المجتمعي.