كشفت دراسة جديدة نُشرت في مجلة JAMA Oncology، أن بعض الميكروبات الموجودة في الفم قد تلعب دورًا رئيسيًا في زيادة خطر الإصابة بسرطان البنكرياس، وهو أحد أكثر أنواع السرطان فتكًا حول العالم.
وبحسب ما نقلته وكالة UPI، فإن الأشخاص الذين يحتوي فمهم على أنواع معينة من البكتيريا والفطريات قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بسرطان البنكرياس بنسبة تفوق ثلاثة أضعاف، مقارنةً بغيرهم ممن لا توجد لديهم هذه الكائنات المجهرية الضارة.
ارتباط مباشر بين بكتيريا الفم وسرطان البنكرياس
أوضح الباحثون أن 27 نوعًا من الميكروبات الفموية، من بينها أنواع مرتبطة بـ أمراض اللثة المزمنة، قد تساهم بشكل مباشر في رفع احتمالية الإصابة بهذا المرض الخطير.
وكانت دراسات سابقة قد أشارت إلى أن البكتيريا الفموية قد تنتقل إلى البنكرياس عبر اللعاب المبتلع، خصوصًا لدى الأشخاص الذين يعانون من سوء نظافة الفم أو التهابات اللثة المزمنة، ما يُضعف دفاعات الجسم ويزيد من التهابه المزمن.
تحليل عينات من أكثر من 122 ألف شخص
استندت هذه النتائج إلى تحليل عينات من اللعاب لأكثر من 122,000 مشارك أمريكي، ضمن دراستين واسعتين عن السرطان والوقاية منه. وتمكن الباحثون من تحديد 20 نوعًا من البكتيريا و4 أنواع من الفطريات، ترتبط بشكل واضح بخطر الإصابة بسرطان البنكرياس.
الأمل في فحص مبكر من خلال فم الإنسان
قال الدكتور جي يونج آن، الأستاذ بكلية جروسمان للطب بجامعة نيويورك، وأحد المشاركين في الدراسة:
“من خلال التعرف على أنماط البكتيريا والفطريات داخل الفم، يمكن لأطباء الأورام يومًا ما استخدام هذه المعلومات لتحديد الأشخاص الذين يحتاجون إلى فحص مبكر للكشف عن سرطان البنكرياس.”
لماذا هذه النتائج مهمة؟
تكمن أهمية الدراسة في أنها قد تفتح الباب أمام طرق جديدة للكشف المبكر عن سرطان البنكرياس، خاصة وأن أعراضه لا تظهر عادة إلا في مراحل متقدمة. كما تؤكد على أهمية صحة الفم، ليس فقط لتجنب أمراض الأسنان، بل أيضًا كجزء أساسي من الوقاية من أمراض مزمنة وخطيرة.