حظي الذهب في مصر القديمة بمكانة استثنائية جعلته رمزًا للقوة والخلود، حيث ارتبط بالمقابر والمعابد باعتباره المعدن الأكثر قدسية لدى الفراعنة. وقد عرف المصريون القدماء أماكن استخراجه، وطوّروا طرقًا مبتكرة لتعدينه وصياغته في أبهى صور.
مناجم الذهب ومصادره
انتشر الذهب في مناطق متفرقة من الصحراء الشرقية وبلاد النوبة، حيث وُجد إما على شكل حصى ورمال في مجاري الوديان أو في عروق الكوارتز. وتشير الدراسات الأثرية إلى أن مساحة تزيد على 230 كم² حُفرت بعمق يصل إلى متر ونصف في المتوسط لتعدين الذهب في تلك المناطق.
وتوضح النقوش أن المصريين بدأوا استجلاب الذهب منذ الأسرة الثانية عشرة، إذ ذكر المسؤول أمينى في مقبرته ببني حسن أنه قاد رحلة لجلب الذهب من الجنوب إلى الملك خبر كا رع. وفي الأسرة الثامنة عشرة، كتب الموظف سوتي في نقوشه بذراع أبو النجا أنه أبحر لجلب “أفضل ذهب من الأراضي العليا”، وهو ما يعكس ازدهار نشاط التعدين في تلك الفترة.
أبرز مناجم الذهب في مصر القديمة
-
وادي الحمامات: أحد أشهر مواقع التعدين، وقد ذُكر في بردية تورين كمركز رئيسي لاستخراج الذهب.
-
وادي السد: يقع على بعد 18 كم من وادي عطا الله.
-
وادي الفواخير: بالقرب من محجر “بخن” الشهير.
-
وادي عباد: قرب البحر الأحمر، حيث عُثر على معبد من عهد الملك سيتي الأول.
-
مناجم وادي الهودي ووادي العلاقي: اشتهرت بغزارة إنتاجها.
-
مناطق سمنة وجضامي: امتدت عبر طرق تجارية من ميناء مرسى جواسيس إلى الداخل.
كما عُثر على نقوش في معبد الأقصر من عهد رمسيس الثاني، تُسجل أسماء المناجم في النوبة، مثل: جبل برقل، جبل كوش، صحراء تاستي، وادي الحمامات، جبل إدفو، ومناجم وادي عباد.
تصنيفات الذهب عند المصريين القدماء
لم يكتفِ الفراعنة بجمع الذهب، بل صنفوه إلى أنواع مختلفة، أبرزها:
-
الذهب الطيب
-
ذهب الجبل
-
الذهب النقي (نقى نقى)
هذا التمييز يعكس إدراكهم لقيمة المعدن وجودته، ومدى أهميته في صياغة الحلي الملكية والطقوس الدينية.













