رغم امتلاك محافظة أسوان واحدًا من أغنى الكنوز الأثرية والتراثية في مصر، إلا أن نصيبها من السياحة الثقافية لا يتجاوز 10% فقط من إجمالي الحركة السياحية الوافدة إلى البلاد، وفقًا لما صرح به عبدالناصر صابر، نقيب المرشدين السياحيين السابق بأسوان.
هذا الرقم يثير تساؤلًا مهمًا: لماذا لا تترجم هذه الثروة التاريخية إلى زيادات ملموسة في أعداد الزوار؟
الوضع الحالي للسياحة الثقافية في أسوان
بحسب صابر، ما زالت السياحة الثقافية في أسوان تعاني من ضعف في الترويج والاهتمام، رغم احتوائها على مواقع أثرية فريدة مثل معبد فيلة، أبو سمبل، جزيرة إلفنتين، والمقابر النوبية.
ويرى أن معظم الحركة السياحية تتركز على رحلات اليوم الواحد أو سياحة الشواطئ، بينما لا تزال المعالم التاريخية بعيدة عن اهتمام فئة من السائحين، بسبب ضعف الحملات الإعلامية الدولية، وقصر التركيز الترويجي على المنتجعات والفنادق فقط.
فرص يمكن أن تغير المشهد السياحي في أسوان
يؤكد صابر أن أسوان تمتلك كافة المقومات التي تؤهلها لتكون وجهة عالمية للسياحة الثقافية، إذا ما تم استثمار هذه الموارد بشكل فعال، عبر:
تنظيم مهرجانات ثقافية دولية تبرز التراث النوبي والفنون المحلية.
ربط السياحة الثقافية بأنشطة سياحة المؤتمرات والفعاليات الرياضية.
التوسع في التسويق الرقمي، وتوجيه الحملات نحو الجنسيات المهتمة بالحضارات القديمة، مثل الألمان، الفرنسيين، والإيطاليين.
متى يبدأ الموسم السياحي في أسوان؟ ومن هم الزوار الأكثر اهتمامًا؟
يمتد الموسم الذهبي للسياحة في أسوان من أكتوبر إلى أبريل، حيث يتميز الطقس بالاعتدال، ما يجذب السائحين الباحثين عن تجربة ثقافية مميزة.
أما أبرز الجنسيات التي تفضل السياحة الثقافية، فهي:
الأوروبيون، خاصة الألمان والفرنسيين.
الزوار من دول شرق آسيا، مثل اليابان والصين، الذين يُظهرون اهتمامًا خاصًا بالحضارات القديمة وتاريخ مصر الفرعوني.
تحديات تعرقل نمو السياحة الثقافية في أسوان
رغم الإمكانيات الكبيرة، لا تزال هناك عدة تحديات تعيق تطور السياحة الثقافية في المحافظة، من أبرزها:
ضعف البنية التحتية والخدمات في بعض المناطق الأثرية.
نقص الترويج الإعلامي والثقافي عالميًا.
الحاجة إلى تحديث أدوات الإرشاد السياحي، وربطها بتقنيات حديثة مثل الواقع الافتراضي والمرشدين الرقميين.
رؤية مستقبلية للنهوض بالسياحة الثقافية في أسوان
يدعو صابر إلى إطلاق خطة قومية شاملة لدعم السياحة الثقافية في أسوان، تتضمن:
تدريب المرشدين السياحيين على استخدام أساليب عرض مبتكرة.
زيادة الاستثمارات في إنشاء متاحف مفتوحة ومراكز ثقافية تفاعلية.
تعزيز التعاون بين الوزارات المختلفة والقطاع الخاص لتقديم تجربة متكاملة للزائر تجمع بين التراث، الثقافة، والاستجمام.
أسوان.. متحف حضاري في الهواء الطلق
أسوان ليست مجرد مدينة سياحية، بل متحف مفتوح يحتضن حضارات تمتد لآلاف السنين، من الفرعونية حتى النوبية. ومع ذلك، لا تزال هذه الكنوز بحاجة إلى رؤية تسويقية أوسع تضعها على خارطة السياحة الثقافية العالمية، ما يسهم في تنشيط الاقتصاد المصري وتعزيز صورة البلاد كمركز حضاري عالمي.