عندما يُلقي شخص ما إهانة جارحة، كثيرون يشعرون بالذهول ويجدون أنفسهم عاجزين عن الرد. لكن العلم يقدم الآن سلاحًا بسيطًا وفعّالًا للتعامل مع الكلمات المؤذية، لا يتجاوز ثلاث كلمات فقط.
“اهدئي يا جدتي”: سلاح ساخر يربك المُهين
بحسب عالم الأعصاب والمحاضر البريطاني الدكتور دين بورنيت، فإن أفضل رد على الإهانات هو عبارة ساخرة وخفيفة: “اهدئي يا جدتي”.
هذه الجملة، رغم بساطتها، تفقد الطرف الآخر هيمنته، وتضعه في موقف ضعيف كأنه خارج السياق أو يكرر أفكارًا قديمة. فإذا قال لك أحدهم: “تسريحتك غريبة”، ورددت: “اهدئي يا جدتي”, تتحول السخرية ضده مباشرة.
لماذا الرد الساخر فعّال؟
يرى بورنيت أن قوة الإهانة لا تأتي من الكلمات ذاتها، بل من ردّ فعلنا تجاهها. فإذا تعاملنا بثقة وسخرية، نزعنا من الطرف الآخر سلاحه الأقوى: التأثير على مشاعرنا.
استخدام كلماتهم ضدهم
من بين الاستراتيجيات الأخرى، ينصح بورنيت باستخدام كلمات المهين نفسه بطريقة تهكمية.
مثال: إذا قال أحدهم: “لا أفهم لماذا شريكك معك”, يمكنك الرد: “تحب أشرح لك بالألوان؟” – وهنا يتحول تعليقهم السلبي إلى نقطة ضعف عليهم.
لا تمنحهم السيطرة على مشاعرك
الهدف ليس الرد بإهانة، بل استعادة السيطرة على الموقف. حتى المزاح الذاتي يمكن أن يكون سلاحًا، مثل: “نعم، تعبت كثيرًا لأصل لهذا الوزن!”. بهذا تتحكم أنت في السرد لا هم.
العلم يثبت: الكلمات تؤلم كالضربات
رغم الاعتقاد الشائع أن الكلمات لا تؤذي، تشير الدراسات الحديثة إلى أن الإهانات تفعّل نفس مناطق الألم في الدماغ كما يفعل الألم الجسدي.
وأبحاث من جامعة ليفربول جون موريس أكدت أن الإساءة اللفظية في الطفولة قد تترك ندوبًا نفسية عميقة لا تقل خطورة عن الإيذاء الجسدي.
الانتقام أو الغضب ليسا الحل عند التعرّض للإهانة. الحل أبسط بكثير: ابتسامة ساخرة، ردّ ذكي، وثقة داخلية تجعل السيطرة في يدك، لا في يد من يحاول جرحك.