كشف فريق من الباحثين عن تقدم علمي واعد قد يغير طرق تشخيص سرطان الدم، وذلك من خلال استخدام فحوصات العين الروتينية للكشف عن مؤشرات مبكرة للمرض، اعتمادًا على تقنيات الذكاء الاصطناعي.
وبحسب ما نشرته صحيفة ديلي ميل البريطانية، فإن دراسة حديثة نُشرت في المجلة الأوروبية للسرطان، أظهرت أن تحليل صور شبكية العين لأكثر من 1300 مريض باستخدام الذكاء الاصطناعي، كشف عن تغيرات دقيقة في الأوعية الدموية لدى المصابين، مما قد يشير إلى بداية الإصابة بسرطان الدم، خاصة المايلوما وبعض الأنواع الأخرى.
فحص العين قد يتنبأ بالمرض قبل 10 سنوات من التشخيص
أكد الباحث الرئيسي الدكتور أنانت مادابوشي، من جامعة إيموري الأمريكية، أن خوارزميات الذكاء الاصطناعي نجحت في التنبؤ بخطر الإصابة بالسرطان عبر صور فحوصات العين قبل ما يصل إلى عشر سنوات من ظهور الأعراض السريرية المعروفة.
وأضاف أن المرضى الذين ظهرت لديهم التغيرات المجهرية في الأوعية الدموية بالعين، كانوا أكثر عرضة للإصابة بسرطانات الدم بما يعادل سبعة أضعاف مقارنة بغيرهم.
صعوبة تشخيص سرطان الدم تعزز أهمية هذا الاكتشاف
ويُعرف عن سرطان الدم، بأنواعه مثل اللوكيميا واللمفوما، صعوبة اكتشافه في مراحله المبكرة ، نظرًا لتشابه أعراضه مع حالات شائعة مثل التعب العام، التعرق الليلي، والكدمات المتكررة ، وهو ما يجعل التشخيص غالبًا متأخرًا ، علماً بأن هذا النوع من السرطانات يُعد ثالث سبب رئيسي للوفيات السرطانية في بريطانيا ، ويتسبب في نحو 16 ألف حالة وفاة سنويًا.
خطوة نحو أداة فحص بسيطة ومنخفضة التكلفة
من جانبه، أشار الدكتور ريتشارد فرانسيس، نائب مدير الأبحاث في مؤسسة سرطان الدم بالمملكة المتحدة، إلى أن هذه الدراسة رغم حاجتها لمزيد من التقييم، إلا أنها تمثل خطوة مشجعة نحو تطوير أدوات فحص تعتمد على الذكاء الاصطناعي ، يمكن استخدامها ضمن فحوصات العين الروتينية في المستقبل.
ويأمل الباحثون أن يؤدي هذا التقدم إلى وسائل فحص مبكرة منخفضة التكلفة لسرطانات الدم، تتيح تشخيصًا أسرع وتزيد من فرص النجاة ، خاصة في ظل أهمية التدخل العلاجي في المراحل الأولى من المرض.