غارات إسرائيلية عنيفة قرب مستشفى الشفاء في غزة تشعل الحرائق وتفاقم النزوح
شنت طائرة إسرائيلية مسيّرة، فجر الأحد، غارة عنيفة على محيط مستشفى الشفاء غرب مدينة غزة، ما أدى إلى اندلاع حريق ضخم في المنطقة. واستهدفت الضربة سيارة مدنية كانت تمر بجوار المستشفى، فيما لم تعلن هوية السائق أو ما إذا كان مطلوبًا لدى إسرائيل.
بالتزامن، أطلقت طائرات “كواد كابتر” المسيّرة نيرانًا كثيفة داخل المستشفى، في وقت نفذت فيه المقاتلات الإسرائيلية سلسلة من الغارات هي الأعنف منذ اندلاع الحرب، حولت ليل غزة إلى نهار بفعل شدة القصف.
استهداف النازحين والمدارس
قالت مصادر طبية إن الغارات طالت خيامًا للنازحين ومدرسة مكتظة بالنساء والأطفال، ما أدى إلى سقوط ضحايا حُرقوا داخل خيامهم. ومنذ يوم السبت، استهدفت الضربات منازل سكنية وأبراجًا تؤوي نازحين، إضافة إلى مدارس ومراكز إيواء مكتظة بالمدنيين.
وبحسب مصادر فلسطينية، شن الجيش الإسرائيلي أكثر من 18 غارة استهدفت مدارس ومخيمات للنازحين ومنازل مأهولة، بعد أن طلب من سكان بعض المناطق الإخلاء تمهيدًا لقصفها. كما قصف منازل في مخيم الشاطئ غرب غزة، ودمر مدرسة و16 بناية سكنية منذ ساعات الصباح الأولى، ما أجبر مئات العائلات على النزوح نحو الشوارع دون مأوى.
نزوح متواصل وأوضاع إنسانية قاسية
تشير المصادر المحلية إلى أن مئات الفلسطينيين نزحوا من مدينة غزة باتجاه منطقة المواصي غرب خان يونس، وسط ظروف إنسانية بالغة الصعوبة، فيما اضطرت بعض العائلات للعودة مجددًا إلى غزة لعدم توفر أماكن بديلة.
في سياق متصل، فجّر الجيش الإسرائيلي عبوات ناسفة في حي الشيخ رضوان، ما أدى إلى تدمير منازل بأكملها بفعل قوة الانفجارات.
تحذيرات أممية ودولية
في 3 سبتمبر الجاري، أعلن الجيش الإسرائيلي بدء عملية عسكرية باسم “عربات جدعون 2” للسيطرة على مدينة غزة، ما أثار مخاوف داخل إسرائيل من تعريض حياة الأسرى للخطر. ووفق هيئة البث الإسرائيلية، حذر قادة الأجهزة الأمنية رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو من أن العملية قد تطيل أمد الحرب وتؤدي إلى سقوط أعداد كبيرة من الضحايا المدنيين.
إلى جانب ذلك، تصاعدت التحذيرات الدولية من كارثة إنسانية محققة في غزة مع استمرار القصف وتفاقم أزمة الغذاء والدواء. وأكدت وكالة الأونروا أن المدنيين باتوا عالقين بلا مأوى آمن، داعية إلى وقف فوري لإطلاق النار “قبل فوات الأوان”.
هجوم في الدوحة وتوترات إضافية
وفي تطور آخر، نفذت إسرائيل هجومًا أطلقت عليه اسم “قمة النار” استهدف قادة حركة حماس في العاصمة القطرية الدوحة، أثناء اجتماعهم لمناقشة مقترح أمريكي لوقف إطلاق النار. الخطوة أثارت جدلاً داخل الأوساط الأمنية الإسرائيلية، وسط مخاوف من تأثيرها السلبي على مفاوضات الأسرى.