كشفت دراسة حديثة عن ارتباط مقلق بين بعض الأدوية التي تُصرف دون وصفة طبية، مثل مسكنات الألم وأدوية الحساسية، وارتفاع كبير في حالات إيذاء النفس ومحاولات الانتحار بين الأطفال في الولايات المتحدة، وخصوصًا من تتراوح أعمارهم بين 6 و12 عامًا، بحسب ما نشرته صحيفة “ديلي ميل” البريطانية.
ارتفاع حاد في محاولات الانتحار بين الأطفال
استنادًا إلى بيانات هيئة مكافحة السموم الأمريكية بين عامي 2000 و2023، سجلت حالات التسمم الناتجة عن محاولات انتحار مشتبه بها زيادة بأكثر من 300% بعد عام 2008، فيما شهد الأطفال بين 11 و12 عامًا ارتفاعًا بنحو 400% خلال نفس الفترة.
ورغم أن هذه الحالات تشكل نسبة صغيرة من إجمالي التعرضات الدوائية، إلا أن خطورتها أكبر بـ14 مرة مقارنة بحوادث التسمم العرضي، حيث أدت إلى دخول المستشفى في معظم الحالات.
خلال فترة الدراسة، تم تسجيل أكثر من 1.5 مليون حالة تعرض دوائي بين الأطفال، منها 95 حالة وفاة، من بينها 25 حالة انتحار مؤكد.
خطورة الجرعات الزائدة من الأدوية الشائعة
أشار الباحثون إلى أن توفر أدوية مثل تايلينول وأدفيل في معظم المنازل يمنح الآباء شعورًا زائفًا بالأمان، لكن الجرعات الزائدة منها قد تسبب مضاعفات خطيرة مثل الفشل الكبدي، الفشل الكلوي، أو توقف التنفس.
عوامل نفسية واجتماعية وراء الظاهرة
ربطت الدراسة هذا التصاعد في محاولات الانتحار بعوامل نفسية واجتماعية معقدة، أبرزها:
الاستخدام المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي
الضغوط المدرسية والأكاديمية
القلق من الأزمات العالمية
وأشارت إلى أن الانتحار أصبح ثاني سبب رئيسي للوفاة بين الفئة العمرية من 10 إلى 24 عامًا في الولايات المتحدة.
دعوة لتحرك وطني للوقاية
دعا الباحثون إلى ضرورة إجراء تحليلات وطنية موسعة لمتابعة حالات التعرض للأدوية بين الأطفال، وتكثيف برامج الوقاية من الانتحار، خاصة بعد أن أظهرت الإحصاءات مؤخرًا بداية تراجع طفيف في الحالات بعد ذروتها عام 2021.