بدأت محافظة الأقصر تنفيذ خطة شاملة لإحياء معابد مونتو الأثرية في مدينتي الطود والمدامود، بعد سنوات طويلة من الإهمال، حيث تفقد المهندس عبد المطلب عمارة محافظ الأقصر أوضاع تلك المواقع التاريخية، مؤكداً أن المعابد ستكون قريباً جزءاً من خريطة الزيارات السياحية مع انطلاق الموسم الشتوي الجديد.
تطوير معبد مونتو في الطود
في مدينة الطود، شهد معبد الملك مونتو، إله الحرب في مصر القديمة، أولى خطوات التطوير من خلال حملات تنظيف وإزالة المخلفات والأعشاب. وأوضح الدكتور عبد الغفار وجدي، مدير عام آثار الأقصر، أن المعبد يتميز بأهمية تاريخية لامتداده عبر عصور متعددة، بداية من الدولة القديمة وصولاً إلى العصر القبطي، حيث يمثل شاهداً حياً على عبادة الإله مونتو.
وأضاف أن خطة التطوير شملت إنشاء ممرات حجرية للزوار، ورفع الأحجار المنقوشة لعرضها في متحف مفتوح داخل المعبد، بجانب تركيب لوحات إرشادية باللغتين العربية والإنجليزية، وتطوير بوابة الدخول بشكل يليق بقيمته الأثرية. وأكد أنه ستتم متابعة أعمال الصيانة بشكل دوري للحفاظ على المظهر الحضاري للمكان.
جهود لإنعاش معبد مونتو بالمدامود
أما في مدينة الزينية، وبالتحديد بمنطقة المدامود، فيقع المعبد الثاني لمونتو، والذي ظل لسنوات يعاني من غياب الدعم والاهتمام. وأطلق المحافظ جولة ميدانية بالمعبد للوقوف على أبرز التحديات، ومنها مشكلة المياه الجوفية ونقص خدمات الصرف الصحي. وأعلن عن الإسراع في تشغيل مشروع الصرف الصحي بالمنطقة لدعم أعمال التطوير وخدمة الأهالي في الوقت نفسه.
ويعد معبد مونتو بالمدامود من أبرز المعالم التي توثق عبادة الإله مونتو، وقد اكتُشف خلال حفائر الفرنسي فرناند بيسون دي لاروك عام 1925. ويتميز المعبد بتصميم معماري فريد يضم أبراجاً وصالات وهيكلاً يعود لعصر البطالمة، إضافة إلى نقوش وزخارف لملوك الفراعنة والرومان، مما يجعله تحفة فنية شاهدة على تعاقب الحضارات.
أهمية سياحية متجددة
الخبير الأثري الطيب غريب أوضح أن المعبد يضم مجموعة من التماثيل والرسومات النادرة، منها نقوش لملوك مثل سنوسرت الثاني والثالث ورمسيس الثاني، فضلاً عن مشاهد بطليموس السادس وهو يتعبد للإله حابي. وأضاف أن هذه الاكتشافات تجعل المعبد مؤهلاً ليكون نقطة جذب أساسية للسياحة الثقافية بالأقصر.
نحو دمج المعابد في خريطة السياحة
مع تواصل أعمال التطوير والتجميل، تستعد معابد مونتو في الطود والمدامود للعودة إلى دائرة الضوء السياحي، بعد أن كانت بعيدة عن اهتمام الزوار لسنوات، لتلعب دوراً جديداً في تعزيز مكانة الأقصر كعاصمة للسياحة الثقافية في العالم.