يستمر الكاتب محمد الفخراني في رحلته مع الأدب الإبداعي للعام الثالث على التوالي، مثبتًا مكانته كأحد أبرز الأصوات في السرد العربي المعاصر، وتكشف مجموعته القصصية الجديدة “حفلة الإنس والشياطين” (دار العين، 2025) عن عالم متنوع يجمع بين الواقع والخيال، حيث تتداخل التجربة الإنسانية مع لمسات أسطورية ورمزية.
على عكس ما يوحي به العنوان، لا تدور النصوص حول الصراع التقليدي بين الإنسان والشيطان، بل ترسم لوحات قصصية مشبعة بالدهشة، الحب، الشغف، اللعب، والطبخ، في أسلوب يجمع بين الطرافة والرمزية.
أبرز ملامح المجموعة
أغنية التسكّع: شخصية رئيسية تجوب الشوارع بحرية، ترصد تفاصيل الناس بعين سينمائية، وتحتفي باللحظة العابرة.
ستاند أب حب: حكاية رومانسية تبدأ من ضحكة عابرة في مسرح ارتجالي، حيث تتحول الضحكة إلى بوابة للحب.
شغف: نص يلتقط لحظة طفل يتأمل الطريق من نافذة أتوبيس، كاشفًا الفوارق بين مشاعر الإنس والجن.
بقدونس: قصة طباخ من الجن يدخل مطابخ البشر ليكتشف أسرار المذاق والطبخ الشعبي.
ما يميز الكتابة عند الفخراني
يعتمد الفخراني على تقنيات سردية متنوعة مثل بناء المشاهد السينمائية، خلق شخصيات غير تقليدية، وتوظيف الرمزيات اليومية في إطار قصصي غير مألوف. نصوصه لا تبحث عن الكمال بقدر ما تفتح أبوابًا للدهشة، ما يجعلها قريبة من تجارب صنع الله إبراهيم وإدوار الخراط، حيث يظل التجريب علامة بارزة على الأدب العربي الحديث.