شهدت العاصمة الأميركية واشنطن تظاهرة حاشدة شارك فيها آلاف المواطنين، رفضًا لاستمرار انتشار قوات الحرس الوطني التي تجوب شوارع المدينة منذ إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب حالة “الطوارئ لمكافحة الجريمة” في أغسطس الماضي.
“كلنا العاصمة”.. مسيرة غاضبة
انطلقت المسيرة تحت شعار “كلنا العاصمة”، وشارك فيها مهاجرون غير مسجلين ومؤيدون للقضية الفلسطينية، حيث رفع المتظاهرون لافتات كُتب عليها: “على ترامب أن يرحل الآن” و*”حرروا العاصمة”* و*”قاوموا الطغيان”*.
وقال أليكس لوفر، أحد المشاركين: “نحن نرفض احتلال العاصمة.. يجب إخراج الشرطة الاتحادية والحرس الوطني من شوارعنا”.
ترامب: إعادة فرض النظام
ترامب برّر نشر القوات بأنه يهدف إلى “إعادة فرض القانون والنظام والسلامة العامة”، ووضع إدارة شرطة العاصمة تحت السيطرة الاتحادية المباشرة، وأرسل عناصر من أجهزة إنفاذ القانون الفيدرالية، بينهم عناصر من وكالة الهجرة والجمارك.
لكن بيانات وزارة العدل الأميركية أظهرت أن جرائم العنف في واشنطن عام 2024 سجلت أدنى مستوى لها منذ 30 عامًا.
الحرس الوطني تحت إمرة ترامب
يتجاوز عدد عناصر الحرس الوطني المنتشرين في العاصمة أكثر من ألفي جندي، بينهم جنود من ست ولايات يقودها حكام جمهوريون. وقد مدّد الجيش بقاءهم حتى 30 نوفمبر المقبل.
وعلى عكس باقي الولايات، يخضع الحرس الوطني في واشنطن بشكل مباشر للرئيس الأميركي وليس لحاكم الولاية.
تهديدات تجاه شيكاغو
وفي تطور مثير للجدل، لوّح ترامب بتدخل عسكري في مدينة شيكاغو التي يعتبرها “بؤرة للجريمة”، وكتب على منصته “تروث سوشال”:
“إن شيكاغو على وشك أن تعرف لمَ اسمها وزارة الحرب”.
وجاء ذلك بعد توقيعه أمرًا تنفيذيًا يقضي بتغيير اسم وزارة الدفاع إلى “وزارة الحرب”، معتبرًا أن القرار “يبعث رسالة نصر إلى العالم”.
هذا التصريح أثار غضب حاكم ولاية إيلينوي، جاي بي بيرتزكر، الذي رد عبر منصة “إكس” قائلاً:
“رئيس الولايات المتحدة يهدد بالدخول في حرب مع مدينة أميركية. هذا ليس طبيعيًا، ولن نخضع لترهيب شخص يتطلع لأن يكون دكتاتورًا”.
تحركات مشابهة وانتقادات واسعة
وسبق أن أمر ترامب بنشر قوات من الحرس الوطني ومشاة البحرية في لوس أنجليس ونيويورك للسيطرة على احتجاجات مرتبطة بسياساته تجاه الهجرة غير النظامية، كما نشر قوات في واشنطن في أغسطس الماضي.
هذه الخطوات أثارت موجة انتقادات ودفعت منظمات مدنية لتقديم دعاوى قضائية، ووصفت المعارضة الخطوات بأنها استعراض للقوة وتعدٍ على استقلال المدن.