شهد إقليم بنجكولو الواقع غرب إندونيسيا حادثة تسمم غذائي جماعي، حيث أُصيب حوالي 400 طفل تتراوح أعمارهم بين 4 و12 عامًا بعد تناولهم وجبات مدرسية مجانية ، وهي إحدى أكبر الحوادث المرتبطة ببرنامج التغذية المدرسية الذي أطلقه الرئيس برابوو سوبيانتو مطلع العام الجاري.
تفاصيل الواقعة وتحقيقات الجهات المسؤولة
وفقًا لتقرير نشرته وكالة رويترز ، نُقل الأطفال إلى المستشفى يوم الخميس الماضي بعد ظهور أعراض حادة شملت آلامًا شديدة في البطن ، فيما قررت السلطات إغلاق المطبخ المسؤول عن إعداد الوجبات مؤقتًا لحين انتهاء التحقيقات.
أكد ميان ، نائب حاكم مقاطعة بنجكولو ، أن التحقيقات تُجرى تحت إشراف الوكالة الوطنية للتغذية بالتعاون مع الجهات الصحية المختصة ، وذلك لضمان تحديد مصدر التلوث ومعالجة الثغرات في سلسلة التوريد.
وأوضح دادان هندايانا ، رئيس الوكالة الوطنية للتغذية ، أن المطبخ المعني بدأ العمل مؤخرًا فقط ، لافتًا إلى أن الفرق المختصة ستُجري تقييمًا شاملًا لجميع مراحل تحضير وتوزيع الطعام ، في انتظار نتائج التحاليل المخبرية.
تكرار حوادث التسمم الغذائي في إندونيسيا
ليست هذه الحادثة الأولى من نوعها ، حيث شهدت إندونيسيا عدة وقائع مشابهة منذ بدء تطبيق برنامج الوجبات المجانية في يناير الماضي ، كان آخرها في جاوة الوسطى الشهر الماضي ، حيث أُصيب 365 شخصًا بأعراض تسمم غذائي ، وأرجعت التحقيقات السبب إلى ضعف إجراءات الصرف الصحي.
برنامج التغذية المدرسية: طموحات كبيرة ومخاوف تتزايد
أُطلق البرنامج في بداية 2025 بهدف توفير وجبات صحية للأطفال والنساء الحوامل في مختلف أنحاء البلاد ، وبلغ عدد المستفيدين منه حتى الآن أكثر من 20 مليون شخص ، مع خطط لتوسيع نطاقه ليشمل نحو 83 مليون مستفيد بحلول نهاية العام ، وبتكلفة تُقدّر بـ 171 تريليون روبية ، أي ما يعادل 10.52 مليار دولار أمريكي.
ورغم الأهداف النبيلة للبرنامج في تحسين الصحة العامة والتغذية بين الفئات الضعيفة ، إلا أن تكرار حوادث التسمم يثير تساؤلات حول جودة الإشراف وفعالية الرقابة الصحية ، وهو ما يستدعي تعزيز إجراءات السلامة الغذائية لضمان تحقيق أهداف المبادرة دون تعريض الأرواح للخطر.













