رغم أن السلطان مراد الخامس لم يمكث على عرش الدولة العثمانية سوى ثلاثة أشهر فقط ، فإن قصته تكشف الكثير عن طبيعة الصراع السياسي في واحدة من أكثر الفترات حساسية بتاريخ الدولة
خلع سريع بذريعة “الخلل العقلي”
تمر اليوم الذكرى 149 لخلع السلطان مراد الخامس في 31 أغسطس 1876 ، حيث تم اتهامه بالخلل العقلي وتنصيب شقيقه عبد الحميد الثاني بدلاً منه ، ليبدأ عهد جديد حافل بالتحديات السياسية
حياة مراد الخامس بين الثقافة الأوروبية والعزلة
مراد الخامس هو الابن الأكبر للسلطان عبد المجيد الأول ، وُلد في قصر طوب قابي بإسطنبول وتأثر بالثقافة الفرنسية والفكر الأوروبي ، ما جعله ميالاً للإصلاح والتنوير
بعد خلع عمه السلطان عبد العزيز الأول في مايو 1876 ، تولى مراد العرش ليصبح الحاكم الثالث والثلاثين للدولة العثمانية
لكن سرعان ما عُزل بعد بضعة أشهر فقط ، لينقل إلى قصر جراغان حيث عاش حياة طبيعية وسط أسرته وزوجاته حتى وفاته عام 1904
مدحت باشا واللعبة السياسية
يؤكد مؤرخون مثل سيار الجميل في كتابه “العثمنة الجديدة” أن اتهام مراد الخامس بالجنون كان مجرد ذريعة للإطاحة به
وتشير المصادر إلى دور مدحت باشا – أحد أبرز رجالات الدولة – في هذا التغيير ، إذ كان يرى أن عبد الحميد الثاني أكثر استعدادًا للحكم الدستوري
وبالفعل أعلن السلطان الجديد الدستور العثماني في ديسمبر 1876 ، قبل أن ينقلب سريعًا على حليفه مدحت باشا وينفيه في فبراير 1877
لحظة فاصلة في التاريخ العثماني
أصبحت حادثة عزل مراد الخامس نقطة تحول في التاريخ العثماني ، إذ كشفت التناقض بين تيار الإصلاح السياسي وبين لعبة السلطة ، وأظهرت كيف يمكن لتهمة واحدة مثل “الجنون” أن تتحول إلى سلاح سياسي يُقصي سلطانًا عن عرشه