أثارت عملية تكميم المعدة لطفلة في التاسعة من عمرها حالة من الجدل الواسع في الأوساط الطبية والمجتمعية، بين مؤيد يرى أنها ضرورة صحية لإنقاذ حياتها، ومعارض يعتبرها مخاطرة كبيرة على نموها الجسدي والنفسي.
المؤيدون: ضرورة طبية في بعض الحالات
يرى أنصار العملية أن السمنة المفرطة لدى الأطفال قد تؤدي إلى أمراض خطيرة مثل السكري، ارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب، وبالتالي فإن التدخل الجراحي قد يكون الخيار “الأقل ضررًا” عند فشل الوسائل الأخرى.
بعض الأطباء وصفوا العملية بأنها خطوة جريئة، بشرط أن تتم وفق تقييم دقيق من فريق طبي متخصص.
المعارضون: تهديد للنمو الطبيعي
المعارضون يعتبرون أن إجراء عملية تكميم لطفلة بهذا العمر أمر محفوف بالمخاطر، أبرزها:
عدم اكتمال النمو الجسدي والهرموني.
احتمالية الإصابة بنقص تغذية طويل الأمد.
تأثيرات سلبية على التطور النفسي.
كما شددوا على أن العلاج الغذائي والسلوكي والرياضة تبقى بدائل أكثر أمانًا قبل التفكير بالجراحة.
المعايير الطبية الدولية
الدكتور أحمد عبد الرؤوف، مدير مركز الجهاز الهضمي بجامعة المنصورة، أوضح أن معايير جراحات السمنة كانت تسمح بها فقط لمن تتراوح أعمارهم بين 18 و60 عامًا منذ 1991. لكن في 2023، عدّلت الجمعيات العالمية المتخصصة هذه المعايير لتشمل بعض الحالات تحت سن 18، شرط بلوغ الطفل النضج الجسدي والهرموني، مع ترك القرار النهائي للطبيب.
كما أكد أن مصر بدأت في وضع ضوابط واضحة تلزم الأطباء بالمعايير العلمية، منعًا للاجتهادات الفردية.
شروط صارمة قبل الجراحة
الدكتور عماد عبد الله، أستاذ الجراحة العامة، شدد على أن العملية قد تُجرى للأطفال بشروط محددة، منها:
تقييم شامل من لجنة تضم طبيب غدد ونفسي.
دعم أسري كامل للتغذية والنشاط البدني.
وجود أمراض مصاحبة خطيرة مثل السكري أو تقوس الساقين.
حل أخير لا خيار أول
الدكتور حسام حامد، استشاري جراحات السمنة، أكد أن الجراحة لا تُعتبر خيارًا أوليًا للأطفال، بل حلًا أخيرًا بعد فشل جميع الوسائل الأخرى. وأوضح أن الدراسات أظهرت فقدان 25–30% من الوزن بعد الجراحة خلال عامين إلى ثلاثة، لكنها تتطلب متابعة مدى الحياة مع تناول مكملات غذائية.
موقف نقابة الأطباء
أصدرت نقابة الأطباء المصرية بيانًا أعلنت فيه فتح تحقيق مع الطبيب الذي أجرى الجراحة لطفلة عمرها 9 سنوات، للتأكد من مدى التزامه بالمعايير الطبية والقانونية.