أدان الدكتور أيمن محسب، وكيل لجنة الشؤون العربية بمجلس النواب، بأشد العبارات اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي لمدينة رام الله واستهدافها المباشر للمدنيين الفلسطينيين، معتبراً أن ما جرى يمثل جريمة جديدة تضاف إلى سجل الاحتلال الحافل بالانتهاكات الوحشية ضد الشعب الفلسطيني الأعزل، مشدداً على أن استمرار هذه الممارسات العدوانية لن يؤدي إلا إلى إشعال دائرة جديدة من العنف وزعزعة الاستقرار في المنطقة.
وقال محسب إن ما تمارسه الحكومة الإسرائيلية من اقتحامات واغتيالات واعتداءات متكررة على المدنيين، في ظل صمت دولي يثير الريبة، يكشف بوضوح عقلية متطرفة لا تؤمن بالسلام، وتسعى فقط لفرض سياسة الأمر الواقع على حساب الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني، موضحاً أن إسرائيل لا تكتفي بجرائمها اليومية في غزة التي وصلت إلى حد المجاعة، بل تواصل أيضاً تصعيدها الدموي في الضفة الغربية، وكأنها تسعى عمداً لتوسيع رقعة الصراع وإفشال أي مساعٍ للتهدئة.
وشدد وكيل لجنة الشؤون العربية على أن مصر تتحرك على جميع المستويات الدبلوماسية، سواء من خلال اتصالات وزير الخارجية المكثفة مع نظرائه في أوروبا والعالم، أو عبر جهودها المتواصلة داخل المؤسسات الدولية، بهدف تشكيل رأي عام عالمي ضاغط يوقف الغطرسة الإسرائيلية ويدفع باتجاه وقف إطلاق النار وبدء مسار سياسي جاد يفضي إلى تسوية شاملة، مؤكداً أن القاهرة تركز على إقناع الشركاء الدوليين بضرورة التحرك الفوري لإلزام إسرائيل بوقف عدوانها والالتزام بالقانون الدولي.
وحذر محسب من أن استمرار التراخي الدولي تجاه جرائم الاحتلال يمنح إسرائيل غطاء لمواصلة انتهاكاتها، لافتاً إلى أن السلام الحقيقي لن يتحقق إلا عبر حل عادل وجذري للقضية الفلسطينية يقوم على الاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني كاملة، وفي مقدمتها إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، مؤكداً أن أي محاولة لتجاهل هذه الحقيقة ستقود المنطقة إلى مزيد من العنف والتوتر وعدم الاستقرار.
وأشار إلى أن استمرار إسرائيل في أوهامها التوسعية وتشبثها بمشروع “إسرائيل الكبرى” لن يحقق لها سلاماً أو أمناً، بل سيضاعف من عزلتها على الساحة الدولية ويكشف حقيقتها كقوة احتلال خارجة على القانون، قائلاً إن الوقت قد حان للمجتمع الدولي ليدرك أن إسرائيل تمثل الخطر الأكبر على الأمن والسلم الدوليين، وأن أي تسوية لا تتضمن إنهاء الاحتلال ستظل مجرد مسكنات مؤقتة تنهار أمام أول أزمة.
وأكد الدكتور أيمن محسب أن مصر، رغم ما تتحمله من أعباء، ستواصل دورها التاريخي في دعم الحق الفلسطيني وقضيته العادلة، ولن تدخر جهداً في حشد الطاقات العربية والدولية لوقف هذه الحرب العبثية، وفتح الطريق أمام عملية سياسية حقيقية تضع نهاية لدوامة الدم والدمار التي تعصف بالمنطقة منذ عقود.