كشف الدكتور ممدوح جبر، مساعد وزير خارجية فلسطين الأسبق، عن عمق الأزمة السياسية التي يمر بها رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مشيرًا إلى أنه يعيش حاليًا “أشد لحظات حياته السياسية مأزقًا”، لقناعته بأنه غير قادر على تحقيق نصر مطلق في غزة.
وأوضح جبر، خلال لقائه في برنامج “مطروح للنقاش” المذاع عبر فضائية “القاهرة الإخبارية”، أن نتنياهو يحاول بشتى الطرق إيجاد توازن سياسي وعسكري في قطاع غزة، سواء من خلال التعامل مع الخلافات داخل الكابينت الإسرائيلي أو إدارة الصراعات الداخلية داخل حكومته.
صراع بين القيادة السياسية والعسكرية
وأشار جبر إلى وجود تباين واضح بين القيادة السياسية والعسكرية في إسرائيل، حيث تسعى الأولى إلى إطالة أمد المعركة بدافع أيديولوجي يميني متشدد، يهدف إلى ضمان بقاء نتنياهو في الحكم، ما يتيح له إعادة بناء المستوطنات في شمال ووسط غزة.
وأكد أن استمرار الحرب يعني بالنسبة لنتنياهو واليمين المتطرف استمرارًا في السلطة، أما البديل الوحيد المتاح حاليًا فهو تشكيل تحالف وسطي مع كل من بيني جانتس وأفيجدور ليبرمان، وذلك للامتثال إلى الضغوط الأمريكية، وتحديدًا من الرئيس السابق دونالد ترامب، الذي يسعى إلى فرض وقف لإطلاق النار خلال فترة لا تتجاوز من أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع.
“خدعة بصرية” في السيطرة على غزة
وشدد جبر على أن ما يسوقه نتنياهو عن “الانتصار” ليس سوى خدعة بصرية عسكرية، حيث إن 75% من غزة لا تزال تحت الاحتلال الإسرائيلي، بينما الـ25% المتبقية موزعة على الشمال والشرق والجنوب، مع استمرار السيطرة الإسرائيلية الجوية والبحرية على القطاع.
وأشار إلى خطة أيال زامير التي تم طرحها سابقًا، وتهدف إلى تفتيت غزة ديموغرافيًا إلى ثلاثة أبعاد سكانية، يتم من خلالها ترحيل السكان تدريجيًا إلى الجنوب، وصولًا إلى التوسع باتجاه شمال سيناء، الأمر الذي قد يؤدي إلى أزمات عسكرية خطيرة في المنطقة.